للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ماشيًا (١) على سُنَنه. وكان آخر من بقي من أعيان ملوك الإسلام وأكابرهم. وكان يتغالى في جمع النفائس من كُتُب العِلم، وجمع منها الكثير، مع انعكافه على المطالعة والنظر في الكتب. وكانت رعَاياه راضية عنه.

وتوفي في هذه السنة أو التي قبلها، فإن خبر موته بَلَغَنا في أوائل هذه السنة، وهو قرينة دالّة على موته في أواخر تلك، وما حرّرتُ ذلك، واللّه أعلم. ويُذكر أنه مات وقد قارب المائة أو جاوزها، وهو مع ذلك موفور القِوى، سالم الحواسّ، وهذا من النوادر.

٢٦٨ - • ومَلَك بعده ولده شُرْوان شاه، ويقال: شاه شروان أيضًا، وله على مُلك أبيه الآن عشرون سنة، وهو نحوٌ (٢) من أبيه في ترجمته.

وقد بَلَغَنا عنه أنه تجهّز في سنة ثمانٍ وثمانين وثمانمائة ليحج، وخرج لذلك، حتى وصل إلى تبريز، واجتمع بملكها يعقوب شاه بن حسن (٣) بن قرايُلُك، فمنعه من ذلك، وقال له: إن بيني وبين صاحب مصر عداوة، ولا يمكن توجّهك، فإذا ثبت فاجتهد أن تمكّن من المجيء إلى الحج. فأصرّ يعقوب على منعه، فما أمكنه مخالفته، وعاد لبلاده، فثار به، ولذلك خرج من أعماله قاصدًا يعقوب في القيام معه على أبيه. فيقال إن يعقوب أمدّه بجيش، وعاد غازيًا أباه في أواخر سنة ثمانٍ المذكورة، وحصل بسبب ذلك فِتَن وخطوب وشرور بتلك البلاد ونكد، جرى على خلاف ما عُهد بذلك الإقليم وأولئك الملوك، وإنهم على ذلك إلى الآن. وما علمتُ ما جرى بعد ذلك. ولعلّنا يبلغنا شيء (٤) نذكره في محلّه، وهذه الكائنة أيضًا في سنة ثمانٍ وثمانين إذا وصلنا إليها إن شاء الله تعالى.

(ترجمة السلطان المستعين بالله ملك الأندلس) (٥)

٢٦٩ - سعد بن محمد (٦) بن يوسف بن إسماعيل بن مفرّج بن إسماعيل بن


(١) في الأصل: "ماش".
(٢) في الأصل: "نحوًا".
(٣) مات يعقوب شاه بن حسن في سنة ٨٩٦ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ١١٨٠ و ١٢١٠ رقم ٢٤٢٠، والذيل التام ٦٠٤، ٦٠٥، والضوء اللامع ١٠/ ٢٨٣ رقم ١١١٠، ونيل الأمل ٨/ ٢٣٧ رقم ٣٦٠٢، ومفاكهة الخلّان ١/ ٣٧، وشذرات الذهب ٧/ ٣٥٩، وأخبار الدول ٣/ ٩.
(٤) في الأصل: "شيئا".
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) انظر عن (سعد بن محمد) في: نيل الأمل ٦/ ٢٠٢ رقم ٢٦٠٨، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>