للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رسالة ابن الأحمر صاحب غَرناطة]

وفيه، في يوم الإثنين، رابع عشرينه، وردت مكاتبة السلطان الغالب أبو (١) عبد اللَّه بن الأحمر صاحب غَرناطة وذلك بالأندلس يتضمّن ما فيه المسلمون بالأندلس من الضيق والوباء مع ألفُنْش (٢) صاحب قَشْتالة، وتعرّض فيها بأن يُنجده السلطان (٣).

[سفر الأمير جُلُبّان]

وفيه أيضاً سافر جُلُبّان نائب الشام إلى محلّ كفالته على عادته، وكان سفره بعد أيام من سفر الصفدي (٤).

(الكلام على الريح المريسىّ) (٥)

وفيه هبّت الريح المريسيّة هبوبًا شديداً خارجاً عن، والمعتادتأذّى الناس بها إلى الغاية. وهذه الريح إذا هبّت في الشتاء كانت باردة، وإن هبّت في الصيف كانت حارّة، ويتعجّب منها غالب من لا علم له بطبائع الأشياء.

ولقد سألت جماعة من أعيان الأطبّاء بمصر عن سبب ذلك فلم يُجبْنِي أحد منهم بجواب يليق.

وأنا أقول سبب ذلك إن هذه الريح حارّة لطيفة في أصلها، فهي قابلة للانفعال بقدرة الفاعل الحكيم جلّ ذِكره. ففي البرد تقبل البرد فيفعل فيها بإرادة الفاعل مسبّب الأسباب جلّ وعلا، وفي الحَرّ كذلك، ولهذا سرّ الغبار الكثير المترائي، بخلاف غيرها، إذ ليس كهي في ذلك، لأن هذه تمكن من مداخلة الأجسام أكثر من غيرها، وتُسمَّى المريسيّة نسبة إلى المَرِيس من بلاد النُّوبة، وإليه يُنسب بشْر المَرِيْسِي (٦) من


(١) في الأصل: "ابن".
(٢) أَلْفُنْش أو ألفونس: يُطلق هذا الاسم اصطلاحاً على كل ملوك الفرنج بطُلَيطُلة وبرشلونة من أسبانيا حتى ولو كان الملك المقصود يحمل اسماً غير ذلك الاسم الشائع في تاريخ أسبانيا المسيحية. والصيغة المثبتة هنا عاميّة على حدّ قول القلقشندي، والصحيح في المصطلح "الفونش". (السلوك ج ١ ق ٣/ ٦٦٦ حاشية رقم ٣ نقلاً عن صُبح الأعشى ٥/ ٤٨٤).
(٣) خبر رسالة ابن الأحمر في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢١٩، ونزهة النفوس ٤/ ٢٠٨، ونيل الأمل ٥/ ١٢٩.
(٤) السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢١٤.
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) هو بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المَرِيسي العدوي، مولى زيد بن الخطّاب، من أعيان أصحاب الرأي. مات أواخر سنة ٢١٨ هـ. ويقال ٢١٩ هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي، بتحقيقنا - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت =

<<  <  ج: ص:  >  >>