للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حين طلعت إلى هذه المنار الذي جرت في (١) هذه الكائنة، فوجدته واسع الدرج جداً، عريضها (٢)، لا كما ببلادنا هذه، ومع ذلك وقع ما وقع، تعجّبت من ذلك، ولكنّ القدرة صالحة لكل شيء، ولعلّ ذلك انتقام من الله تعالى. فإنني أُخبرتُ أنهم لما تحقّقوا عدم رمضانهم في تلك الليلة أخذ الكثير منهم على الفِسْق والفساد ليلته تلك وفي صبيحتها،/ فأتاهم الله تعالى غرّةً لعلّهم يعتبرون. وكانت آية لمن بقي منهم، فهل من مدَّكر؟ نعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا (٣).

[[ختم البخاري بالقلعة]]

وفيه، في ليلة السابع والعشرين منه، أعني آخر نهار السادس والعشرين كان ختم البخاري بالقلعة على ما رأيته بخط بعض الفُضلاء، وخُلع على من له عادة بذلك من قضاة القضاة والمشايخ وغيرهم، وحُملت إليهم الصُرَر على العادة.

[[تعيين الطواشي مثقال في تقدمة المماليك السلطانية]]

وفيه- أعني هذا الشهر- وأظنّ في يوم الخميس نصفه، استقرّ في تقدمة المماليك السلطانية الطواشي سابق الدين مثقال الحبشي الظاهري البرهاني، وكان نائب المقدّم، وصُرف صندل المقدّم (٤).

١٧٩ - ومثقال (٥) هذا موجود الآن، وهو في الأصل من خدّام ابن (٦) البرهان، وهو معروف مشهور، ما عرفت هل أجرى عتقه عليه أم لا، ثم اتصل بجوهر اللالا، وأوصله إلى الظاهر جقمق فاختص به، وعيّنه مرة رسولاً إلى ملك الحبشة، وأثرى من ذلك، وحصل له المال ثم صُيّر شادّ المواريث، وحصل له أيضًا من ذلك نفع، ثم وُلّي نيابة تقدمة المماليك بعد صندل هذا، ثم ترقّى إلى التقدمة في هذا التاريخ، ثم صُرف عنها بعد مدّة وأعيد إليها بعد جوهر النوروزي، ودام بها مدّة مطوّلة كما سيأتي ذلك في محلّه، وعظُم جدّاً، وضخُم في دولة


(١) هكذا في الأصل. والصواب: "هذه المنارة التي جرت فيها".
(٢) هكذا في الأصل. والصواب: "فوجدتها واسعة الدرج جداً، عريضتها".
(٣) الخبر في: نيل الأمل ٦/ ١٦٣، ١٦٤ وهو مما ينفرد به المؤلّف -رحمه الله.
(٤) خبر تعيين الطواشي في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٧، ونيل الأمل ٦/ ١٦٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٥.
(٥) انظر عن (مثقال) في: الضوء اللامع ٦/ ٢٣٩ رقم ٨٣٩ ولم يؤرّخ لوفاته، وهذا يعني أنه بقي إلى ما بعد سنة ٩٠٠ هـ.، وقد ذكره المؤلّف -رحمه الله- في حوادث سنة ٨٨٦ هـ. (نيل الأمل ٧/ ٣٠١).
(٦) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>