للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس، ووردت الأخبار بأن الغلاء بالبلاد الشامية فوق الوصف، وأن غلاء القاهرة رخاء بالنسبة إلى دمشق، وأن الغرارة القمح أبيعت بدمشق بنحو الأربعين دينارًا. وأمّا بحلب فزيادة على ذلك، هذا مع كثرة الفِتن والشرور بسائر أقطار هذه المملكة، لا سيما من التركمان بتلك البلدان، والعربان بهذه البلاد المصرية، وكثرة المظالم مع هذه الآيات البيّنات المخوّفة واشتداد الأمر. ولله عاقبة الأمور (١).

[[وفاة ولد السلطان قايتباي]]

٤٥٠ - وفيه - أعني شهر رمضان هذا في يوم الأربعاء هذا - مات ولد ذَكَر للسلطان اسمه أحمد (٢)، من زوجته الخَوَند فاطمة ابنة العلائي علي بن خصبك، الموجودة الآن. وكان له من السنّ نحو السنتين.

وكان السلطان لم يُرزق ولدًا ذكرًا في عُمُره غير هذا، ولا تزوّج في عُمُره غير أف الخَوَند هذه، وكان بقي له ابنة أخرى من هذه الخَوَند توفيت بعد ذلك بهذا الطاعون أيضًا، على ما سيأتي ذكره.

[سجن أستادّار ابن كاتب حُلوان]

وفيه - أعني شهر رمضان هذا في أوائله، سُجن الزين يحيى أستادّار ابن (٣) كاتب حُلوان بالبرج من قلعة الجبل، بعد أن أُخذ من منزل الزين ابن (٤) مزهر كاتب السرّ، وكان في التوكيل به عنده.

[وفاة عائشة بنت المؤلّف]

٤٥١ - وفيه، في ليلة الخميس تاسعه، ماتت ابنة لي اسمها عائشة، وهي في السنة الخامسة من العُمَر وكنت كثير الميل إليها، وأقرأتها القرآن من بعد الرابعة، وحفظت في دون السنة شيئًا كثيرًا من القراَن، وتعلّمت الخط، وكانت حذِقة ذكيّة فطِنة، ابنة الموت، (طعنت) (٥) في عصر نهار الأربعاء وماتت بعد نصف الليل، فكثُر أسفي عليها، وحزّ فيّ، حتى مرضتُ بعد ذلك


(١) خبر تعاظم الطاعون في: إنباء الهصر ٥٩، وتاريخ البُصروي ٣٦، ٣٧، ونيل الأمل ٦/ ٣٦٥، ٣٦٦، وحوادث الزمان ١/ ١٨٨، وبدائع الزهور ٣/ ٣٠.
(٢) انظر عن وفاة (أحمد ولد السلطان) في: نيل الأمل ٦/ ٣٦٦ رقم ٢٧٦٦، وبدائع الزهور ٣/ ٣٠، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع، وسيأتي.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) مكرّرة في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>