للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيومين، فعجّل بواسطة ذلك كما في لبس الصوف أيضاً على ما تقدّم (١).

[[الكشف على كنيسة اليهود بقصر الشمع]]

وفيه في رابعه أمر السلطان قاضي القضاة الحافظ ابن (٢) حجر، وقاضي القضاة السعد بن الديري والمحتسب الشيخ على الخراساني بأن يتوتجهوا إلى قصر الشمع بمصر فيكشفوا عن كنيسة اليهود الكائنة به، فتوجّهوا إليها بجماعة من العُدول وغيرهم، ودخلوا إليها فوجدوا بها منبراً علوه ثلاث عشرة (٣) درجة، وعليه أثر قرب العهد بالتجديد، فتشاوروا فيه وماذا يأمروا به في شأنه، وهم في أثناء ذلك وفي التأمّل في المنبر وإذا بكتابة يلوح أثرها في أعلى الدرجة التي يقف عليها الخطيب أو يجلس عليها، فأمر قاضي القضاة الشافعي بالتأمّل في تلك الكتابة فتداولها جماعة ممن حضر، فتبيّن أنها "محمد" وهي ظاهرة، و"أحمد"، وكانت خفيّة، فأجمع رأيهم على إزالة ذلك المنبر، فصوّرت دعوى شرعية، وأذِن قإضي القضاة الحافظ ابن (٤) حجر لنائبه القاضي عزّ الدين بن أقبرس، وكان ناظر الأوقاف أيضاً، فحكم بإزالته. ثم انفضّ المجلس، وبقي المحتسب هناك بعد ركوب الجماعة حتى يزال المنبر المذكور بحضوره (٥).

(قيام الأمين الأقُضرائي في كشف الكنائس) (٦)

وفيه، في هذه الأيام، قام الشيخ أمين الدين يحيى بن محمد بن إبراهيم الأقُصُرائي الحنفي شيخ الإسلام في كشف كنايس اليهود والنصارى، وختم على عدّة منها، ومنع فيها الرتبة حتى يتّضح أمرها، وأبطل عدّة منها، بل وجعل البعض منها مسجداً يصلّي به المسلمون، ومنها واحدة للملكيّين وُجد فيها أعمدة من الحجر النحيت السكران الغضّ الأبيض بناء يشبه المتجدّد، فسُئل عن ذلك من أهل الكنيسة فادّعوا أنها كانت قديماً ذات أعمدة رخام، وأنها احترقت في سنة ثلاثين وسبعمائة، وأخرجوا من أيديهم محضراً ثبت على القاضي جلال الدين


(١) خبر تعجيل اللبس في: إنباء القمر ٤/ ١٨٦.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "ثلاثة عشر".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) خبر الكشف على الكنيسة في: التبر المسبوك ٢٠، ٢١، وإنباء الغمر ٤/ ١٨٦، ونيل الأمل ٥/ ١٥٤، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٣.
(٦) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>