للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[شهر شعبان]]

وفيها استهلّ شعبان بالأربعاء.

[تسلُّط جَكَم وإساءته بحق والد المؤلّف]

وفيه -أعني هذا الشهر- تسلّط جَكَم نائب غزّة على الوالد بسبب أخته أصيل زوجة الوالد، وحصل منه قلّة أدب في حق الوالد، وبعث إليه من نقباء جانبك الدوادار نائب جدّة من أحضره ليدّعي عليه بتعلّقات أخته وكيلاً عنها، وطال الكلام بينهما، وخشن الوالد في ذلك المجلس على جانِبك كونه لم يُراعه ويحتشم معه، ووقع بين الوالد وبين السُّوهائي (١) أحد نواب الحكم الشافعي إذ ذاك -لا جزاه الله تعالى خيراً عن دينه ومروءته- كلام ومنازعة بسبب بيتٍ أنشده الوالد حين أُحضر لجانبك، وهو قول بعضهم:

لقد هزُلتْ حتى بدت من هزالها … كلامها وقد شامها كل مفلس

فبدر السُّوهائي بأن قال: هذا فيه تحقير مجلس الأمير، إلى غير ذلك من كلمات على عادة نحسه وقلّة دينه يلقى الله تعالى بها. وبلغ السلطان ذلك في غضون ذلك، فبعث إلى جانبك يعتبه على ذلك ويأمره أن يدعه وزوجته ولا يدخل بينهما. ثم بعث إلى الوالد يتعطّف بخاطره ويأمره أن يراجع أصيل المذكورة. وكان قد حنق الوالد من أخيها فصرّح بطلاقها، فما هان ذلك عليها، فسألت السلطان في ذلك وقالت: أنا امرأة كثيرة الأسقام وقد آن الرحيل، فلا ألقى الله إلّا وأنا متزوجة. واتفق أن ماتت بعد ذلك بقليل كما ستأتي ترجمتها في محلّها.

[تطليب نائب غزّة]

وفيه، في يوم الإثنين ثالث عشره خرج جَكَم نائب غزّة إليها وطلّب تطليباً حافلاً وعُمل له الموكب بالقصر السلطاني، وجلس السلطان بالشباك الكبير المطلّ على الرملة، واجتاز جكم المذكور بطُلبه وخرج في تجمّل زائد (٢).


(١) السُّوهائي: نسبة لسُوها بضم أوله ثم واو ساكنة وهاء مفتوحة. بلدة من أعمال أخميم من الصعيد الأعلى. ومنها: أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل السُوهائي القاهري الشافعي. ناب في القضاء عن العَلَم البُلقيني ولمن بعده. مات سنة ٨٩٥ هـ. (الضوء اللامع ٩/ ٢٠٤، ٢٠٥ رقم ٥٠١، ووجيز الكلام ٣/ ١٥٥ رقم ٢٣٤٧، والذيل التام ٢/ ٥٨١، ونيل الأمل ٨/ ٢١٠ رقم ٣٥٨٧، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧٦).
(٢) خبر نائب غزة في: نيل الأمل ٦/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>