للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمر شاه سوار بن دُلغادر وقوّته، وأخبر المخبر بأن خروجه منها كان في آخر المحرّم، وأنه فعل ذلك من تلقاء نفسه، خوفًا من عائدٍ يعود عليه أو عتب. ولهذا نُسِب إلى الممالأة مع شاه سوار، وجرى عليه بسبب ذلك ما جرى، على ما عسانا أن نذكره في محلّه إن شاء الله تعالى.

[خدمة السلطان بقاعة البَيسريّة]

وفيه، في يوم الإثنين، رابع عشره، عُملت الخدمة بقاعة البيسريّة من الحريم لعجز السلطان عن الخروج إلى قاعة الدُهَيشة من أجل ضعفه، وحضر الأمراء مقدّمين (١) الألوف وغيرهم من الأعيان وأرباب الدولة، لكن بغير ثياب الموكب. ثم قُدّمت الدّواة للسلطان للعلامة، فعلّم على دون العشرين من المراسيم والمناشير، وكان آثار الوعك وزيادة المرض ظاهرة عليه وهو متجلّد، ويقوم لمن يدخل عليه من القفماة والعلماء مع ذلك كله ولا يرم (؟) بنفسه، ومَلَك الموت جاثم حول حِماه، وقد قرُب حِمامه.

(انقطاع السلطان عن الجمعة) (٢)

وفيه، في يوم الجمعة، ثامن عشره، انقطع السلطان عن صلاة الجمعة فلم يشهدها، وصلّى الأمراء بجامع القلعة على عادتهم، لكنْ من عند حضور السلطان، ثم بعد قضاء الصلاة استأذنوا في دخولهم عليه، فأذِن لهم ودخلوا، ثم أخذوا يذكرون له أنهم استوجسوه في الصلاة، فأمر لهم بإحضار المشروب فأُحضر وشربوا، وانصرفوا إلى منازلهم. وقد أشيع بالقاهرة بأن السلطان لم يشهد الجمعة، وأن ذلك إنما هو عن أمر عظيم دهمه عن المرض، وكثُر القال والقيل بسبب ذلك.

(الإشاعة بعافية السلطان) (٣)

وفيه، في يوم الإثنين حادي عشرينه، أشيع بالقاهرة بأن السلطان عوفي وتباشر الناس بعافيته، وزاد إشاعة ذلك. وكان السبب في ذلك أنه وجد في نفسه نشاطأ في هذا اليوم وخفّة فقام ومشى عدّة خُطَى، فتباشر الناس بذلك لما بلغهم كل ذلك، وهو مستمر يعلّم على المناشير في أول النهار وآخره، لكنْ ليس كالعادة، بل بحسب ما تيسّر (٤).


(١) الصواب: "من مقدَّمي".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٠١، ٣٠٢، ونيل الأمل ٦/ ٢٧٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>