للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سنة أربع وأربعين وثمانمائة]

[[خلافة المسلمين]]

استهلّت هذه السنة وخليفة الإسلام بمصر عبد الله وولّيه، الإمام الأعظم، والخليفة المكرم، أمير المؤمنين، المعتضد بالله، أبو الفتح، داود (١) بن أمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عبد الله محمد بن أمير المؤمنين المستكفي بالله أبي الربيع سليمان الهاشمي، العباسي، المصري. وسيأتي بقيّة نسبه الشريف عند ذكر ترجمته من هذا التعليق إن شاء الله تعالى.

ودعاؤه بأمير المؤمنين نازَعَه فيه الإمامُ الزَيديُّ الحَسَنيّ، صاحبُ اليمن من نواحي الجبال، كَصعْدَة وصنعاء وغيرهما.

ونازعه فيه أيضًا الحفاصةُ (٢) ملوكُ تونس المغرب، فإنهم أيضًا يلقّبون بنحو ألقاب بني العبّاس، ويُدْعَى الواحد منهم بأمير المؤمنين.

"سمعت الخطيب بتونس في أول جمعة دخلتها في شهر ذي القعدة سنة سبع وستين، وهو الشيخ أبو العباس المُسْراتي (٣)، خطيب الجامع الأعظم بها، واسمه أحمد (٤)، ويُعرف الجامع بجامع الزيتونة، وهو يقول حين الدعاء في خطبته لصاحبها عثمان (٥): "اللَّهمّ وارْضَ عن سيّدنا ومولانا الخليفة الإمام"، ثم أخذ يذكر ألقابًا ونُعوتًا كثيرة، إلى أن قال: "أمير المؤمنين".

ثم رأيت غالبًا خطباء تونس، وسمعتهم بعد ذلك بنحو ما سمعته من المُسْراتي المذكور. وكذا تصدر المكاتبات عنه مُعَنْوَنةَ بأمير المؤمنين المتوكّل على الله، ومع ذلك فإنّ السمع يَنْبو عن سماع مثل ذلك في حقّ غير بني العباس،


(١) ستأتي ترجمته في وفيات ٨٤٥ هـ.
(٢) المراد: الحفصيّون.
(٣) المُسراتي = المُصراتي، مدينة على ساحل ليبيا، بالقرب من طرابلس الغرب.
(٤) توفي أحمد المسراتي سنة ٨٧٨ هـ. (نيل الأمل ٧/ ٩٠، ٩١ رقم ٢٩٤٢) وفيه: "المراتي" وهو غلط.
(٥) انظر ترجمته بعد قليل، رقم ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>