للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تقديم قراجا الطويل وتمراز الأشرفي) (١)

وفيه قرّر قُرقماس الجَلَب في تقدمة ألف، وكذلك أيضًا قُدّم قراجا الطويل، وتمراز الشمسي، فصُيّرا من مقدَّمين (٢) الألوف بمصر (٣).

ولما ذكر الجمال ابن (٤) تغري بردي هذه الحادثة في تاريخه (٥)

قال، أَما قُرقماس الجَلب فلا كلام في استحقاقه فوق ذلك. وقَرَاجا فهو الآن رأس الأشرفية الصغار، والكلام إنّما هو في أخذ تمراز مع وضاعة قدره. انتهى كلامه.

أقول: قد تعجّبت من هذا المسكين من تتبّع أغراض نفسه في الشيء وضدّه، فإنه ذكر في عدّة مواضع من تاريخه هذا بعينه كلامًا يدلّ على عدم استحقاق قُرقماس.

وأمّا قَرَاجا فإنه ذكر عنه في تاريخه أيضًا عند ذِكره إخراجه مع المؤيّد ولد أستاذه كلامًا طويلًا في حقّه، وجعله فيه كلا شيء. ثم أخذ في هذا المحلّ يذكر ما يُنبئ عن تعظيمه وتحقير تمراز.

وفي الحقيقة إن استحقاق تمراز لذلك بالتأمّل الإنصافي فوق استحقاق رفيقيه، لا سيما من ثبت الذات وفضائلها، وكيف يسمّي تمراز وضيعًا، وقد كان في الأوج والارتفاع، ومزيد التعرّف والشُهرة لدى الأشرف إينال، ثم كان بثغر دمياط مع كونه مَنْفيًا في غاية الوجاهة والذكر والشهرة، وما هذا إلّا خباط وينهي النفس، وما عرفت ما غرض الجمال من ذلك، فعساه أن يكون يغضّ منه لأمرٍ من الأمور.

[[الخلعة على الناصري محمد ابن الأتابك جرباش]]

وفيه -أعني هذا اليوم- قدم من ثغر دمياط إلى القاهرة الناصري محمد ابن (٦) الأتابك جَرِبَاش وسبط الناصر فرج، وطلع إلى السلطان، فخلع عليه كاملية بسمَّور، ونزل إلى دار والدته الخَوَند شقراء، وأظهرت من الفرح بقدومه والسرور ما لا مزيد عليه. وكان من يوم أخرج من القاهرة هو [و] والده إلى دمياط مقيمًا بها، حتى قدم في هذا اليوم بإذن من السلطان، وهرع الناس إليه للسلام عليه (٧).


(١) العنوان من الهامش.
(٢) الصواب: "من مقدَّمي".
(٣) خبر تقديم قراجا في: نيل الأمل ٦/ ٣١٢.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٧٩.
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) خبر الخلعة في: نيل الأمل ٦/ ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>