للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من القاهرة على إمرة طبلخاناة بدمشق، ثم بعث في أثره بالقبض عليه، وإيداعه سجنَ قلعة دمشق. وبلغ سودون هذا، فتوهّم أن يقع له مثله، وهو وهْم باطل، على أنه ولو وقع لكان في محلّه، فإنه أُخرج من سجن إلى سجن، فماذا التخوّف الذي يأباه المقام ظاهرًا. ثم أمر سودون هذا بالتهيّؤ (١) والتجهّز إلى دمشق وخرج إليها بعد ذلك، وكان من أمره ما سنذكره في سنة إحدى وسبعين، والتي تليها أيضًا، إن شاء اللَّه تعالى (٢).

[ولاية شَرَمُرْد المؤيّدي دوادارية السلطان بدمشق]

وفيه في يوم الخميس، رابع عشره استقرّ جارمُرد، الذي يقال له شَرَمُرد (٣) المؤيَّدي، أحد العشرات بمصر، في دوادارية السلطان بدمشق على الإمرة الطبلخاناة التي كانت أعطيت لأَزْدَمُر الطويل، وخرج إليها وجرى عليه ما تقدّم ذِكره (٤).

[اليهودي والمؤلّف]

وفيه، في يوم الإثنين، ثامن عشره، قدم إلى طرابُلُس الغرب شخص من القاهرة يقال له عبد الرحمن، كان أصله من اليهود من بلاد الفرنج، وقدم طرابُلُس هذه فتوطّنها مدّة، وتزوّج بها بحارة اليهود امرأة واستولدها، ثم سافر للقاهرة وتوجّه منها لزيارة القدس، فوُجد وهو يزني بمسلمة، فأسلم على كرهٍ منه، ثم عاد إلى طرابلس وأنا بها إذ ذاك، فصار يتودّد إليّ، وقمت معه في خلاص ولده من امرأته اليهودية، وحُكم بأخْذه، فأخذه متوجّهًا به إلى جهة بلاد المغرب الأقصى، بعد أن أحسنتُ إليه غاية الإحسان، ثم ظهر منه في حقّي بعد ذلك من الإساءة المؤدّية إلى الهلاك ما سأذكره في التي تليها إن شاء اللَّه تعالى.

[المناداة على الفلوس العُتق]

وفيه، في يوم الأربعاء، عشرينه، نودي على الفلوس العُتق بستة وثلاثين درهم الرطل، ونودي ببطلان المعاملة بالفلوس مفاردة وأُدخلت جميعها الميزان. وكانت الفلوس قد ضُربت جُدُدًا قبل ذلك، وتُعُومل بها بالعدد، فأبطل ذلك (٥).


(١) في الأصل: "التهي".
(٢) خبر سودون البرقي مختلف في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٢.
(٣) يقال؛ "شرامرد" و"شرمرد" و"جرمرد".
(٤) خبر ولاية شرامرد في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٢، ونيل الأمل ٦/ ١٧٩.
(٥) خبر الفلوس العتق في: نيل الأمل ٦/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>