للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأنه يعجبه ذلك صار يتقرّب إلى خواطره بأنواع كثيرة من العبادات كالحج وبناء المدارس والجوامع وتجديدها، وتاب جماعة كثيرة ممن كان يرتكب أشياء قبل سلطنته، وصار من له [شيء] (١) كتبه من ذلك يُظهر التوبة ويخفي ما يفعله حتى يُرجفه حين ارتكابه ذلك الفعل صفير الصافر، ويخيفه خفق جناح الطائر، كل ذلك لِما كان يُظهره هو - أعني الظاهر - من العبادة والخير والزهادة. والناس على دين مليكهم (٢).

(ذِكر ما جُدّد في هذه السنة من المساجد) (٣)

وفيها - أعني هذه السنة - جُدّد بمصر والقاهرة والضواحي عدّة جوامع ومدارس إنشاءً وترميماً وتجديداً لما وهي، منها:

جامع الصالح، وهو طلائِع بن رُزَّيك وزير الخلفاء الفاطميّين (٤) من بني عُبَيد الذي جدّده الآن في هذا العصر الذي جمعنا فيه تاريخنا هذا يشبُك من مهدي الدوادار، وأظهره على ما سيجيء في محلّه بعد الثمانين إن شاء اللَّه تعالى. جدّده في هذه السنة - أعني سنة أربع وأربعين هذه - في دولة الظاهر رجل يقال له عبد الوهاب العَيني.

ومنها الجامع الذي أنشأه الطواشي الخادم جوهر المَنْجكي (٥) نائب المقدَّم بالرُميلة تجاه القلعة بعُرَص الغِلال المعروف الآن بمدرسة الطواشي.

ومنها مدرسة تغري بدري المؤذي (٦) الدوادار الكبير التي أنشأها بخُطّ الصليبية بسوق الأساكفة.

ومنها جامع الفاكهيّين (٧) بالقاهرة بخط الشّوايّين، وجدّده يشبُك أيضاً حين


(١) إضافة على الأصل.
(٢) خبر أمراء الحج في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٢٥، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٤٦، ٣٤٧، ونزهة النفوس ٤/ ٢١٢، ٢١٣، ونيل الأمل ٥/ ١٣٥.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) في الأصل: "القاطنين".
وانظر عن جامع الصالح لابن رُزّيك في: المواعظ والاعتبار، للمقريزي - تحقيق د. أيمن فؤاد سيد - لندن، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي ١٤٢٤ هـ. / ٢٠٠٣ م. - ج ٤ ق ١/ ١٦٦ - ١٧٨.
(٥) انظر عن جامع الطواشي في: المواعظ والاعتبار ج ٤ ق ١/ ٣١٢.
(٦) السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٣٠، وبدائع الزهور ٢/ ٢٢٨، ونيل الأمل: ٥/ ١٣٦.
(٧) هو جامع الظافر، وكان يقال له "الجامع الأفخر" و"جامع الفكّاهين"، والصواب أن يقال: "جامع الفاكهانيين" (المواعظ والاعتبار ج ٤ ق ١/ ١٦٤، السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>