للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الإفراج عن رئيس الطب]]

وفيه، في يوم الأربعاء ثالث عشرينه أُفرج عن رئيس الطب الحكيم () (١) الدين، وأُمر بالنزول إلى داره، وكان قد قُبض عليه قبل ذلك بعد أن اختشى من مرض السلطان لما رآه قد انحطّ وخاف على نفسه أن يجري عليه مثل ما جرى على العفيف، وحضر في نوبة مرض الأشرف بَرسْباي فاختفى، فدُلّ عليه، ولما قُبض عليه أُمر به فسُجن بالبرج إلى أن شفع فيه، فأطلق في هذا اليوم (٢).

[تخلّف السلطان عن شهود الجمعة]

وفيه، في يوم الجمعة، خامس عشرينه، لم يشهد السلطان الجمعة أيضًا لثِقله في المرض وأخْذه منه، وظهور ضعف قِواه. وحضر الأمراء فصلّوا بالجامع الناصري على عادتهم في الجمعة الماضية، ثم دخلوا إليه بالإذن، وفعل معهم مثل ما فعل في الماضية من إحضار المشروب إليهم، فشربوا وخرجوا (٣).

[[شهر ربيع الأول]]

[[التهنئة بالشهر]]

وفيها استهلّ ربيع الأول بالخميس، ولم تطلع القضاة إلى القلعة للتهنئة بالشهر على جاري العادة لضعف السلطان وشغله بنفسه عن مثل ذلك، وملازمته الفراش، وحصل بسبب ذلك في هذا اليوم الهرج الكثير، وكثُر القيل والقال، وزاد كلام الناس ونقص، وتوقفت الأحوال وتعطّلت الأمور في قضاء أشغال الواردين من البلاد البعيدة لقلّة العلامة على الأوامر المكتفية من ديوان الإنشاء بحوائج الناس وتعلّقاتهم، بسبب ضعف السلطان وانحطاطه في مرضه، هذا كلّه مع كثرة الهرج والمرج والفِتَن بالبلاد الشمالية، وجميع النواب نازحون عن ممالكهم من أعمالهم قد خرجوا إلى جهة البلاد الحلبية لأجل شاه سوار وقيام شرّ كثير ببلاده ما عدا جَكَمَ الأشرفي خال العزيز نائب صفد وكذا نائب غزّة فإنهما لم يخرجا، فأمّا الأول فلبعض فِتن ببلاده من العشير (٤). وأمّا الثاني فلذهابه لأجل نهْب وسلب شيخ


(١) بياض في الأصل.
(٢) خبر الإفراج في: نيل الأمل ٦/ ١٧٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٥٢.
(٣) نيل الأمل ٦/ ٢٧٥.
(٤) العشير: مصطلح من عصر المماليك يطلق على الأقلّيات من غير المسلمين السُّنّة كالشيعة والدروز والإسماعيلية الذين يسكنون في جنوب جبل لبنان وشمال فلسطين بوجه خاص.

<<  <  ج: ص:  >  >>