للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[استقرار التمرازي خازنداراً]

وفيه أيضاً استقر الخادم جوهر التمرازي خازنداراً، كلاهما، أعني هذا وابن الكُويز، عِوَضاً عن جوهر الذي مات قبل ذلك (١).

وستأتي ترجمة جوهر هذا في تراجم هذه السنة إن شاء اللَّه تعالى.

[[الصقيع في مصر]]

وفيه، في أوائل طوبة (٢) من شهور القِبط، وقع الصقيع خارجاً عن المعتاد، فأفسد الكثير من الزروع والأقصاب والفول والبرسيم وغير ذلك (٣).

[[وقوع مطر رقيق]]

وفيه في يوم الأحد رابع عشره، وهو ثالث عشر طوبة، وقع مطر رقيق من طلوع الفجر إلى قريب غروب الشمس مسلسلاً قليلاً قليلاً حتى حصل الوحل وانزَلَق بالطرقات، وخف البرد قليلاً.

(تحسين زين الدين أخذ رواق الجيزيّة) (٤)

وفيه، أعني هذا الشهر، حسّن زين الدين الأستادّار قيزطوغان أن يكلّم السلطان ويحسّن له إخراج الرزق الأحباسية والجيشية التي بالجيزية بضواحي القاهرة عن آخرها، وأن يضاف إلى الديوان المفرد حتى يحصل السداد. وكان زين الدين هذا إذ ذاك ناظر الديوان المفرد، فتكلّم الأستادّار طوغان في ذلك وألقاه ينال السلطان وحسّنه لديه وسهّله له، وألحّ عليه في ذلك إلى أن مال السلطان لذلك، فبادر جماعة من الأعيان لما بلغهم ذلك فقبّحوه لدى السلطان وخوّفوه من الدعاء عليه بسبب ذلك، ففتر عزمه عن ذلك بعد أن لم يبق إلّا أن يتم ذلك، فلما رأى زين الدين ذلك لم يتمّ له، حسّن أن يفرض على كل فدّان من الرزق المذكورة مائة درهم في السنة، فأجاب الظاهر إلى ذلك، وجُبيت، واستمرت إلى الآن. وعلى زين الدين المذكور ومن حسّن ذلك ومن أمر به إثم ذلك وإثم من عمل به إلى يوم القيامة بمقتضى الحديث الشريف النبوي، على قائله أفضل الصلاة والسلام، لا جوزي زين الدين هذا خيراً على ذلك ولا بورك فيه، فقد أخذه اللَّه


(١) المصادر السابقة.
(٢) طوبة: هو الشهر الخامس في السنة القبطية.
(٣) خبر الصقيع في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٢٠، ونيل الأمل ٥/ ١٣١.
(٤) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>