للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

() (١) هذه بعد الأربعين وثمانمائة، وعقد لها الأشرف إينال على جانبك الظريف على ما قدّمنا في سنة سبع وخمسين، ودامت في عصمته (٢) إلى أن مات، فعقد لها في هذا التاريخ على أُزْبَك المذكور، وهي تحته الآن، واستولدها عدّة أولاد، وتُذكر بجميل، وأنها لا بأس بها.

[[توقف النيل عن الزيادة]]

وفيه- أعني هذا الشهر، توقّف النيل عن الزيادة من يوم الإثنين ثاني عشرينه، ووافق حادي عشر مِسرَى، إلى يوم السبت سابع عشريه، الموافق لسادس عشر مِسرَى، ستة أيام متوالية، فقلق الناس لذلك، واضطربوا فيما بين ذلك غاية القلق والاضطراب الذي لا مزيد عليه، وتوجّه القضاة وجماعة من الأعيان والفقهاء إلى المقياس للاستسقاء والابتهال إلى الله تعالى هناك، وكان ما سنذكره (٣).

[قدوم مبشّر الحاج]

وفيه، في يوم الأربعاء رابع عشرينه، قدم مبشّر الحاج فأخبر بالأمن والسلام.

[[الابتهال بجريان النيل]]

وفيه، في يوم الجمعة، سادس عشرينه، تزايد ابتهال الناس إلى الله تعالى في أن يُجري لهم النيل المبارك، وضرعوا إليه تعالى في ذلك.

ولما كان وقت صلاة الجمعة تزايد ابتهال الخطباء على المنابر بذلك والناس بتفاؤلهم (٤)، وكثر بكاؤهم ونحيبهم (٥)، وخشعت بعض القلوب، فأصبح في يوم السبت سابع عشرينه وقد زاد البحر، فسُرّ الناس (٦) بذلك، وتباشروا وفرحوا، واستمرت الزيادة، وللَّه الحمد، ودامت كذلك إلى أن كان الوفاء كما سيأتي في التي بعدها إن شاء الله تعالى (٧).

وخرجت هذه السنة على ما بيّنّا من الحوادث والكوائن الماضية فلا نعيدها.


(١) بياض في الأصل.
(٢) في الأصل: "عصمه".
(٣) خبر توقف النيل في: نيل الأمل ٦/ ٢٤٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٠، ٤٤١.
(٤) في الأصل: "بتفالهم".
(٥) في الأصل: "بكاؤهم ونحيبكم".
(٦) في الأصل: "للناس".
(٧) خبر الابتهال في: نيل الأمل ٦/ ٢٤٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٠، ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>