للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتعارفنا به، وكنّا بعد ذلك في السفر نتأنّس به غاية الأنس، وسمعنا الكثير من فوائده. وهو إنسان حسن من عباد الله تعالى الصالحين، حج لما قدم القاهرة من عامه هذا، وجاور بمكة، وهو بها إلى يومنا هذا فيما أُخبرت، وقد كفّ بصره، وللناس فيه الاعتقاد الحسن، نفع الله تعالى به.

[[كسوف الشمس]]

وفيه، في صبيحة يوم الجمعة، تاسع عشرينه، (كُسفت الشمس) (١)، يقال: قبل الشروق بأربع درج، ودام ذلك بعد الشروق ثلاثًا وعشرين (٢) درجة، وكان الكسوف من جُرم القمر قدر أربعة أصابع من جهة الجنوب (٣).

[[شهر شعبان]]

وفيها استهلّ شعبان بالأحد، وكان أشيع في رجب بأنه لا يخرج والسلطان موجود في قيد الحياة. بل أشاع أهل التقاويم ومن هو في مقولتهم من المنجّمين والكذّابين، بأن السلطان عليه قَطْع كبير، والظاهر عدم بقائه (٤) إلى ثامن عشره، ولهج الناس بذلك حتى صار كالذي لا بُدّ منه، واستفيض له بما بلغ ذلك السلطان.

[[الإشاعة بقرب موت السلطان]]

ولما استهلّ هذا الشهر، وهو شعبان، ظهر كذِب من قال ذلك وافتراؤه (٥) على الله تعالى، وادّعاؤه (٦) المغيّبات، وقولهم ما لا يعلمونه رجمًا بالغيب الذي لا مصادفة فيه أيضًا، مع أنني أُخبرت بأن السلطان خُشقدم هذا كان في خصوص هذه الأيام التي ذكروا هم بأنه لا يبقى فيها في أرغد ما يكون من العيش والهناء، ولم يحصل له أدنى ما يسوء (٧) أو يكدّر في تلك المدّة ليكون ذلك كالمندوحة لهؤلاء، وكالذريعة إلى بعض تصديق ما يقولونه، بل كان على أحسن الحالات وأتمّها (٨).

[مشيخة العبّادي بخانقاه سعيد السعداء]

وفيه، في يوم الخميس خامسه، استقر في مشيخة خانقاه سعيد السعداء الشيخ الإمام، العالم، العلّامة، سراج الدين العبّادي، الشافعي، عوضًا عن التقيّ


(١) ما بين القوسين عن الهامش.
(٢) في الأصل: "ثلاثة وعشرون".
(٣) خبر الكسوف في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٤٤٧، ونيل الأمل ٦/ ٢٦٠.
(٤) في الأصل: "بقاوه".
(٥) في الأصل: "وافتراه".
(٦) في الأصل: "وادعاه".
(٧) في الأصل: "اد في ما يسوس".
(٨) خبر الإشاعة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٦٠، ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>