للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يُدعى "برازوز الفرنجي الجنوي" بحيث لم يقدر أن يحيط بوصفه لِعظَمه وكِبَره، وهو يحمل أربعًا وعشرين ألفًا بَتّيّة (١). وقد صعِد إلى متنه وقال إنه: "كان أمرًا مَهُولًا" (٢).

وفي الإسكندرية تعرّف بالتاجر "إبراهيم بن محمد الغرناطي الأندلسي" (٣) التاجر المعروف بالرُميمي - تصغير الرومي -.

إلى رودِس:

وركب البحر في ١١ شوّال ٨٦٦ هـ (٤). بشواني البنادقة، ومعهم جماعة من تجار المسلمين بأصناف البضائع، وأكثرها الكتّان، واضطّر المركب الذي هو فيه أن يتّجه نحو جزيرة رودس، بجنوب اليونان، طلبًا للماء وركود الريح، فوصل بُعَيد عصر السبت ١٩ شوال إلى القشتيل، فأغلق أهلها باب الحصن، فتأمّله وهو حصن منيع، مرتفع، عالٍ على جبل، وأحضر أهل المركب عِنبًا كثيرًا. ثم أقلع المركب قبل الغروب بيسير (٥).

(وهنا توجد صفحة من المخطوط رديئة جدًا لا يُقرأ منها شيء، وضاع معها بعض أخبار رحلته (٦)، ومنها قيام أحد الركاب بسرقة دجاجة على متن المركب، حيث نقرأ بقية هذا الخبر في الصفحة التالية، منها) أن قلفاط المركب لطم السارق، فأخرج السارق سكّيناً وضرب بها القلفاط فقتله، وبلغ الخبر "البندون الكبير" فأمر بإمساكه، ففرّ إلى مقدّمة المركب وألقى بنفسه في الخنّ الذي به المؤلّف، وكان به حِراب وسلاح فأخذ واحدة وحمى نفسه بها، والمؤلّف لا علم له بما جرى، فتلطّف به الفرنج وذكروا له أن القلفاط لم يمُت، وأن "البندون" متغيّظ وعليه الخروج للاعتذار وينتهي الأمر فعسى يقبل عذره بمساعدتهم، وعندما خرج من الخنّ قُبض عليه وأوثق من أكتافه وقُيد، وألقوا بجثّة القلفاط في البحر، ثم كتبوا محضرًا بالواقعة وحكموا على القاتل بالإعدام - ونزل "البندون" إلى قارب صغير ومعه جماعة من أعيان المركب من الفرنج، وأخذ ورقة المحضر، وتوجّه إلى إحدى الشواني الثلاث وبها رئيسهم القُبطان وأطلعوه على الأمر، فأشار


(١) البتّية: البرميل العظيم من الخشب. جمعها: بتاتي.
(٢) الروض الباسم ٢/ ورقة ٤٠ أ.
(٣) المجمع المفنّن، ١/ ٢٦١، رقم (١١٨).
(٤) الروض الباسم ٢/ ورقة ٤٠ أ.
(٥) هي الصفحة ٤٠ ب.
(٦) الروض الباسم ٢/ ورقة ٤١ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>