للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يديه، وقد هُيّئ التخت لجلوسه ورُفع عليه فجلس به وقام الكلّ بين يديه، ثم قبّلوا له الأرض على عادتهم في ذلك، وازدحمت الناس لتقبيل يده وتهنئته والسلام عليه بالسلطنة حتى انتهوا، وقد دقّت البشائر وأعلنت التهاني، ونادى المنادي في شوارع القاهرة بسلطنته وطلب الدعاء له بعد أن لُقّب بالظاهر وكُنّي بأبي سعيد لاختيار الظاهرية هذا اللقب له، وحين لُقّب به استفاقت الأشرفية شيئًا وما نفعهم ذلك، ثم خلع على الخليفة خلعة هائلة، وقُدّم له المركوب فركبه ونزل بعد أن خلع أيضًا على جرِباش ورُشّح للأتابكية، ثم خلع عليه بها بعد ذلك، كما سنذكره (١).

[(ولاية قرقماس الجلب أمرة سلاح)]

وخلع في هذا اليوم على قرقماس الجَلَب باستقراره في إمرة سلاح عِوضًا عن جرباش، ونزل الجميع إلى دُورهم (٢).

[سلطنة خُشقَدم]

وكان جلوس الظاهر خُشقدم هذا على تخت المُلك في وقت الزوال من هذا اليوم.

وهو السلطان الثامن والثلاثون من ملوك التُرك وأولادهم بالديار المصرية، وأول روميّ تسلطن بمصر على الصحيح بعد أن تسلطن من الجراكسة وأولادهم ثلاثة عشر ملكًا، أعني من أول دولة الظاهر برقوق (٣).

وأمّا قبل ذلك فقد وقع الخلاف بين المؤرّخين في كل كتبهم ورواياتهم (٤) بخلاف من يعدّد ولاية الظاهر برقوق فإنه محرّر لا خلاف فيه، وإن وقع كلام في حبس المؤيَّد شيخ وأنه لا عبرة به إذ هو جركسي، فأول الجراكسة بغير خلاف يُعتدّ


(١) خبر مبايعة خشقدم في: نيل الأمل ٦/ ١١١، ١١٣، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٢٥٣، ووجيز الكلام ٢/ ٧٣٩، وتاريخ ابن سباط ٢/ ٨٠٤، وحوادث الزمان ١/ ١٥٤، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٨، ٣٧٩، وتاريخ الأزمنة ٣٥٦، وإعلام الورى ٦١، وتحفة الناظرين ٢/ ٤٠، تاريخ أقضى القضاة العليمي ورقة ١٣٨ أ.
(٢) خبر ولاية قرقماس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٥٤، ونيل الأمل ٦/ ١١٣، وإعلام الورى ٢/ ٦١.
(٣) كتب بإزائها على الهامش: "رأيت بخط العلامة مؤرّخ الديار المصرية الشيخ تقي الدين المقريزي في تاريخه الكبير الذي سمّاه بالمقفا (هكذا) أنه بيبرس الجاشنكير شركسي".
وهو أيضًا أول تركي تسلطن. (كُتبت هذه العبارة بالمقلوب).
(٤) في الأصل: "واروائهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>