للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمير الينبوع أغار على الشريف سبع (١) وأخيه سبّاع (٢) ولدي هجّان، الذي تقدّم خبر أخذهما لركب الينابعة، وأن خنافر المذكور قتلهما وأخرين معهما، واستخلص جميع ما كانا قد أخذاه، فشُكر الشريف خنافر على ذلك.

[إخراق المماليك بالوزير والأستادّار]

وفيه، في يوم الإثنين، رابع عشره، أخرق المماليك الجُلبان بالوزير والأستادّار، فضربوهما ضربًا مؤلمًا، وبهدلوهما بهدلة زائدة، ولم ينتطح فيهما شاتان (٣).

[[الفتنة لعدم تفرقة اللحوم بالقلعة]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، خامس عشره، لم يحمل الوزير اللحم الذي يفرّق على المماليك بالقلعة على العادة، فقامت فتنة كبيرة بسبب ذلك، وضجيج كثير من العبيد والغلمان الذين تطلّعوا لأخذ اللحم، وخطفوا الكثير من العمائم في هذا اليوم، وأفحشوا في ذلك، وصادف نزول الجُلبان (من طباقهم) (٤)، وثاروا في هذا اليوم يطلبون الزيادة في جوامكهم ومرتّباتهم، وكثُر الاضطراب في هذا اليوم والهَرَج بالقلعة، حتى فحش ذلك، وخرج فيه عن الحدّ، وغُلّقت أبواب القلعة، واستمر الحال على ذلك ساعة كبيرة، حتى نزل إليهم بعض الأمراء واسترضاهم، وتلطّف بهم، وتعطّف بخواطرهم، ووعدهم بعمل مصالحهم على لسان السلطان، وسكن الحال شيئًا (٥).

[[قبض والي القاهرة على مثيري الفتنة من البعيد]]

وفيه، في يوم الأربعاء، سادس عشره، ركب قانِبَاي الحَسَني الأشرفي والي القاهرة بأعوانه، وقبض على كثير من العبيد، ممن كان بالأمس في كائنة خطف العمائم ومن غيرهم، بل أكثر من قبض عليه ممن لا دخل له في تلك الكائنة، حتى حصل على كثير من الناس من أهل الخير وغيرهم الضرر البالغ من ذلك، حيث قبض على عبد الواحد منهم، فتعطّلوا من خدمهم في قضاء أشغالهم، وسعى


(١) مات (سبع بن هجان) في سنة ٨٨٧ هـ. (الضوء اللامع ٢٣/ ٤٣ رقم ٩١٧).
(٢) لم أجد لسبَّاع ترجمة.
(٣) خبر إخراق المماليك في: نيل الأمل ٦/ ٣٣١.
(٤) ما بين القوسين من الهامش.
(٥) خبر الفتنة في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٢، وبدائع الزهور ٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>