للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له، وأوصى مشرف وهران "محمد الركاجي" بحُسن معاملته (١). والركاجي هذا من رؤساء أكابر وهران وهو المشرف عليها وبيده جميع متعلّقاتها في دولة المعتصم باللَّه أحمد بن أبي حمّو.

[في طرابلس الغرب]

وفي يوم ٢٩ من شهر صفر سنة ٨٧١ هـ،. ورد إلى ساحل وَهْران شونة كبيرة للفرنج الجنويّة، برسم الاتجار بالجوخ، قادمة من فنلندة وغيرها من بلاد المحيط، فأبحر فيها يوم ١١ من ربيع الأول إلى تونس، مروراً ببجاية، بعد أن أخذ زوجه وأهله، ووصل إلى ميناء تونس يوم العشرين من الشهر، وبقي في المركب ولم ينزل إلى البرّ، حيث أقلعت بعد أربعة أيام إلى طرابلس الغرب (٢)، ودخل ميناءها في أواخر جمادى الأول، وأقام بها مدّة شهور (٣).

وفي ١٠ جمادى الآخر ذبح نعجة في منزله بطرابلس لإضافة بعض الفقراء فوجد في بطنها جنينًا له رقبة غليظة، له بها رأسان بأربعة عيون، وأربعة آذان، وثمانية أرجل، وإليتان ومخرجان، وسلسلتا ظهر (٤)!

وتصاحب مع "أحمد الدهماني المغربي القروي" (٥) شيخ ركب المغاربة في الرحلة واشترى جمالًا وغير ذلك.

وفي يوم الخمس ٢٨ رجب اجتمع بطائفة من المصامدة بصحبة الركب يستشيرهم في السفر فوافقوه، وتعرّف على سيدي محمد بن سعيد، المصمودي وصاحبه وتأنّس به.

[في برقة]

إلى أن تجهّز للحج، فخرج مع القافلة على طريق بَرْقة، مجتازًا بمُسْراته في شهر شعبان، ثم قصر أحمد من أعمال طرابلس، ودخل برقة على الطريق الوسطى وليس الساحل إتّقاء لشُرور العربان وأذاهم، حيث يكونون بالساحل في مثل هذه الأيام. وقطع الركب عقبة المراس وتسلّموا البساط من أرض برقة، وبقوا بها ليالي وأيامًا، ورأوا مدينة لبنا وهي خراب وعندها بلدان خربة، وأجتازوا بالبئر المعروفة


(١) الروض الباسم ٣/ ورقة ١١٥ ب.
(٢) الروض الباسم ٣/ ورقة ١٢٩ ب، ١٣٠ أ.
(٣) الروض الباسم ٣/ ورقة ١٣٢ أ.
(٤) الروض الباسم ٣/ ورقة ١٣٢ ب.
(٥) المجمع المفنّن، ج ١/ ٦١٦، رقم الترجمة (٦٠٤)، وفي الروض الباسم ٣/ ١٣٤ ب "القيرواني".

<<  <  ج: ص:  >  >>