للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١) سنة ثمانٍ وأربعين وثمانمائة

[شهر المحرّم]

استهلّت هذه السنة وجميع من ذكرنا في التي قبلها من الخليفة والسلطان، وغالب ملوك الإسلام وأمرائهم، وقضاتهم، وحكّامهم، ووُلاة أمورهم ومباشريهم على حالهم ببلادهم لم يبلغنا وفاة أحدٍ منهم شرقاً وغرباً، بل الجميع على ما هم عليه في الخالية، ما عدا ناظر الجيش فإنه في هذه السنة المحبّ ابن (٢) الأشقر، وما عدا نائب مَلَطْية فإنه في هذه السنة قِيز طوغان وليها عن الوالد على ما عرفتَ ذلك في المتجدّدات.

ذِكر نُبَذ (٣) من المتجدّدات اليومية في هذه السنة القمريّة

[[التهنئة بالسنة]]

أول هذه السنة الإثنين، ففيها في هذا اليوم مستهلّ المحرّم طلع القضاة ومن له عادة بالطلوع إلى القلعة لتهنئة السلطان بالعام والشهر على العادة في ذلك.

(ذِكر طاعون سنة ٨٤٨ هـ) (٤)

وفيه في أوائله فشا الطاعون بمصر وبقي يتزايد في كل يوم إلى أن بلغ عدد الأموات في كل يوم فوق المائة والعشرين (٥) نفساً. هذا ما ضُبط في ديوان المواريث الحشرية حتى قيل إنه كان أكثر من المائتين بمن لا ترسم في الديوان، وأظنّ أنه كان أكثر من هذا أيضاً على ما قيل، فإن الموت كان أكثر ما يكون في الأطفال والرقيق، وغالب الأطفالى لا يرد الديوان وكذا الرقيق، فبالضرورة إنه فوق ما يدخل الديوان فلا شك أنه أكثر من الثلاثمائة، بل والأربعمائة على طريق الحزر والتخمين بالحدس العقلي، ولم يزل متزايداً مشتعلاً واشتدّ اشتعاله، وخصوصاً في العشر الأواخر من هذا


(١) تنبيه: هنا يعود الترقيم إلى صفحة ٢٠ أ. (بعد ٦٦ أ).
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "نبذاً".
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) في الأصل: "والعشرون".

<<  <  ج: ص:  >  >>