للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بها أياماً، وطيف بفرسه على هيئته بشوارع القاهرة، وكان ذلك كله قبل أن يحسّ من حسّ بالتهكّم على مصر ومعاداتهم وظهر لهم أن ما فعله حسن هذا خدمة لهم، وما كان منه إلّا من نوع التخويف لهم وإظهار شأنه، وتعاليه عليهم، على ما عُرف بعد ذلك، على ما سنُبَيّنه في محلّه إن شاء اللَّه تعالى. ثم كان من أمر حسن هذا أن أخذ جميع بلاد جهان شاه ومَلَك العراقين وتبريز، وضخم أمره جدًّا وعظُم، ثم أخذ في الاستطالة على المصريّين على ما سيأتي، وما كان منه وله (١).

[سفر أرغون شاه إلى نيابته بغزّة]

وفيه- أعني هذا اليوم- سافر أرغون شاه نائب غزّة إلى محلّ نيابته منها بعد أن طلّب، وخرج من الرملة، وقد عُملت الخدمة السلطانية بالقصر، وجلس السلطان لرؤية الطُلْب بالشبّاك الكبير المطلّ على الرُميلة على عادته في ذلك، وخرج أرغون شاه المذكور بأُبّهة.

[[ثورة رياح هائلة]]

وفيه ثارت رياح عظيمة هائلة إلى الغاية، حتى بقي يشاع أن ذلك لأجل دخول رأس جهان شاه لمصر. هكذا قاله العوام ونحوهم (٢).

[خروج قرقماس الجَلَب إلى دمياط]

وفيه، في يوم السبت سادسه، خرج قرقماس الجَلَب إلى ثغر دمياط ليقيم به، بعد أن أقطعه السلطان قبل سفره نصف قرية العلاقمة، وكان هو الذي سأل في توجهه إلى ثغر دمياط، بعد أن وعد بأنه يُرقّى إلى ما كان وزيادة، فأبى إلّا (٣) الراحة والخروج إلى ثغر دمياط باختياره، وأراد من ذلك فراره من الفِتن، ولقد أصاب، ثم كان له ما سنذكره (٤).

(ولاية بُردُبَك البجمقدار نيابة حلب) (٥)

وفيه، في يوم الإثنين ثامنه، عيّن السلطان أزدمر الظاهري، المعروف


(١) خبر وصول رأس جهان شاه في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٨٤، ومنتخبات من حوادث الدهور ٣/ ٦٦٣، ونيل الأمل ٦/ ٣٠٣، والتاريخ الغياثي ٧٢٩٩ وبدائع الزهور ٢/ ٤٧١.
(٢) خبر ثورة الرياح في: نيل الأمل ٦/ ٣٠٣، ٣٠٤.
(٣) في الأصل: "إلى".
(٤) خبر خروج قرقماس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٨٤، ونيل الأمل ٦/ ٣٠٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٧٢.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>