للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[مشاورة السلطان الأمراء]]

وفيه، أعني هذا اليوم، بعث السلطان بطلب الأمراء مقدَّمين (١) الألوف، وتشاوَرَ وإيّاهم في سفره إلى قتال شاه سوار بنفسه، فأشاروا عليه بعدم ذلك، وأنه ليس برأي، وأن الرأي إنّما هو في تجهيز العسكر إليه ثانيًا، فاحتجّ السلطان بقلّة المال عَودًا وانعطافًا لِما هو في قصده وضميره، من أخذه أموال الناس. وذكر السلطان بأن المال معدوم (٢) من الخزائن السلطانية. وطال الكلام في هذا اليوم فيما بينهم في ذلك، حتى قال يشبُك الدوادار: يخرج الجند بغير نفقة له يقوم الأمر المهم، فبدر أزدمر الإبراهيمي الطويل، فإن قال (٣): متى عُهد بمصر ذلك، ومن ذا الذي سمع قطّ أن عسكر مصر خرج منها بغير نفقة إلى غير ذلك من كلمات.

(تعيين العسكر لشاه سوار بن دُلغادر) (٤)

وفيه -أعني هذا اليوم- لما وقع القال والقيل، وانتهى أخذ السلطان في تعيين تجريدة أخرى للخروج إلى قتال شاه سوار، فعيّن من الأمراء الأمير قرقماس الجَلَب أمير مجلس، وسودون القصروي رأس نوبة النُوَب، وقَراجا الأشرفي الطويل، وأزدمر الإبراهيمي الطويل، وهما من مقدَّمين (٥) الألوف، وذكر أنه تعيّن ألف من الجُند المماليك، وعدّة من الأمراء العشرات وأراد يشبُك الدوادار السفر، فمُنِع من ذلك، فبدر بأن قال: إن لم أسافر أنا بنفسي، فأنا أُعِين العسكَرَ بعشرين ألف دينار من مالي، ثم التفت إلى أزدمر الطويل، وقال: وأعطيك من مالي أيضًا ألف دينار. وقال له السلطان: وأنا أعطيك ألف دينار أيضًا، يعني بذلك زيادة على النفقة المعتادة لمثله. فقبّل أزدمر الأرض للسلطان، ثم قبّل يد يشبُك الدوادار، وانفضّ المجلس على ذلك (٦).

[[التشاور في مساعدة السلطان]]

وفيه -أعني هذا اليوم- لما انفضّ هذا المجلس ونزل الأمراء من القلعة، بقي يشبُك الدوادار بها، فجلس وجلس حوله جماعة من أعيان مباشري (٧) الدولة، فأخذ يشبك في الكلام معهم في مساعدة السلطان في هذا المهم، ثم فرضوا أموالًا


(١) الصواب: "مقدَّمي".
(٢) في الأصل: "معدوما".
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) الصواب: "من مقدَّمي".
(٦) خبر تعيين العسكر في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٦.
(٧) في الأصل: "مباشرين".

<<  <  ج: ص:  >  >>