للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولقد كان هذا القصر من أنزه المباني وأبدعها وأحسنها، غرم عليه مُنشئه مالًا طائلأ، ولقد أُخرب بعده وأُخذت الكثير من الآنية، وزالت محاسنه بعد أن كان قد شُهر في الآفاق.

[[تقدمة ابن العيني]]

ولما كان من غد نزول السلطان هيّأ الشهابي أحمد بن العَيني للسلطان تقدمة هائلة ما بين خيول ومماليك، وبعث بها إلى السلطان، فقبِل منها شيئًا يسيرًا جبرًا لخاطر أحمد المذكور، وردّ الباقي بعد أن شكره (١).

[وصول المؤلّف إلى القاهرة]

وفيه، في يوم الثلاثاء، سابعه، قدِمتُ إلى القاهرة فوجدت الوالد قد سافر كما ذكرت، فتأسفتُ على عدم رؤياي إيّاه واجتماعي به، وكان جلّ عزمي أن أتوجّه للحج في هذه السنة فما أراد الله تعالى، وبيده الأمور.

[إعادة ابن الشِحنة للقضاء]

وفيه، في يوم الخميس، تاسعه، أعيد ابن (٢) الشِحنة إلى قضاء الشافعية بحلب عِوضًا عن ابن (٣) المَعَرّي الذي كان قد استقر فيها عوضًا عنه، وقدّمنا ذكر ولايته، وبقي مع ابن (٤) المَعَرّي وظيفتا كتابة السر ونظر الجيش (٥).

[تفقّد مقياس النيل]

وفيه، في يوم السبت، ثامن عشره، ووافق سادس عشرين بؤونة (٦)، تفقّد المقياس، فكانت القاعدة ستة أذرع وعشرين إصبعًا، فبُشّر به، ثم نودي عليه من الغد بزيادة ثلاثة أصابع. ثم في يوم الإثنين بإصبعين، ثم توقف ثمانية أيام بغير زيادة، فقلق الناس لذلك، وزاد ارتفاع الأسعار في الغلال، وقلّت الأخباز بالأسواق، وتكالب الكثير من الناس على القمح على عوائدهم في مثل ذلك، وصاروا في أمر مريج لعدم الزيادة، وتوجّه القضاة وبعض الأعيان للمقياس في هذه الأَيام للابتهال إلى الله تعالى به والاستسقاء، وقُرئ القرآن بالمقياس.


(١) خبر التقدمة في: نيل الأمل ٦/ ٢٦٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٩.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) خبر ابن الشحنة في: نيل الأمل ٦/ ٢٦٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٩٩.
(٦) في الأصل: "بونه".

<<  <  ج: ص:  >  >>