للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[خروج الحاج من القاهرة]]

وفيه، في يوم السبت سابع عشره، خرج الحاجّ من القاهرة، وأميرهم على المحمل الشهاب أحمد بن العَيْني، حفيد الخَوَند شُكرْباي، وقد خرجت متوجّهة للحج معه، وأمير الأول يحيى بن يشبُك الفقيه.

وفيه خرج يشبُك الفقيه الدوادار الكبير للحج أيضًا، لكنه لم يخرج مع ولده في يوم خروجه. وحجّ من الأعيان أيضًا قاضي القضاة المحبّ بن الشِحنة، ومعه ولده أثير الدين وخرجا ليحجّا حجّة الإسلام، فإنهما لم يحجا قبل ذلك (١).

وكان الظاهر خُشقَدم دائمًا ينكّت على المحبّ بن الشِحنة في ذلك، وكثيرًا ما يذكر له ولغيره كونه لم يحجّ حتى قال السلطان يومًا للوالد: ما تقول في رجلٍ قاضٍ للشرع قادر واسع القدرة والغنى ولم يحجّ؟

قال الوالد: فعرفت مقصده بالتعريض، فأفكرت في جواب مُسكِت أراعي فيه جهة السلطان لئلا أكون كالرّادّ عليه مقصدَه، وأراعي فيه جهة المحبّ أيضًا، فقلت: يا مولانا السلطان، قد قيل في كتب الفقه إن الحج سقط فرْضُه عن الناس من غير زيادة على المائتي سنة، فما بال زمننا هذا لأمور منها: كون الطريق غير آمن. ثم بعثت بإحضار القول بذلك، فأحضر في المجلس ووقف عليه السلطان، فلم يعد إلى التنكيت بها. وبلغ ذلك القول عن الوالد، فأعجبه جوابُه حتى شكره على ذلك بعد ذلك. ثم أخذ للتجهيز في هذه السنة حتى خرج.

[خروج المؤلّف من القيروان إلى تونس]

وفيه، في يوم العشرين منه، خرجت من القيروان متوجّهًا إلى تونس، فوصلناها في يوم الثالث والعشرين آخر النهار، فلم نُقم بها إلّا بعض أيام قلائل، ثم خرجنا في أواخر شوال هذا صُحبةَ الركْب المتوجّه إلى المغرب تلمسان وتلك الديار، صُحبة شيخ الركب محمد بن إبراهيم الفيلالي العبد الصالح، ودخلنا باجَة، وكان العذاب في أثناء سفرنا، ورأينا أشياء يطول شرحها، وكان لنا ما سنذكره بعد ذلك.

[[القبض على الزين ابن كاتب حلوان]]

وفيه في يوم الخميس ثالث عشرينه قبض السلطان على الزين ابن (٢) كاتب


(١) خبر خروج الحاج في: وجيز الكلام ٢/ ٧٥٩، ونيل الأمل ٦/ ١٩٢، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢١.
(٢) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>