للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[زيارة المؤلّف مع والده القاضي ابن الدَّيري]

وفيه، في يوم الأحد، (١) سابع عشره، ركب الوالد للسلام على قاضي القضاة الحنفية شيخنا السعد بن الدَّيري بالمؤيَّديّة، فإنه كان بعث بالأمس إلى الوالد يعتذر إليه عن حضوره إليه ويسلّم عليه ويهنّئه بقدومه، ويذكر عجزه عن الحركة لِكبَر سنّه، فركب الوالد وتوجّه إليه واستصحبني معه، فلما اجتمع به حصل بينهما من الأنُس الزائد ما لا يُعبَّر عنه. ثم أخذ الوالد يذكرني عنده، فقال: قد سمعت به وأنه طالب علم حذِق. ثم أخذ بعد الاستئناس بي يسألني عن مسألة العدد (٢) العشر في العشر، فتكلّمت ببعض كلام فتح اللَّه تعالى به في ذلك الحين فأعجبه إلى الغاية. ثم انتقلت في أثناء ذلك الكلام على ذلك على طريقة أهل الهندسة والمساحة فدعا لي. ثم حضرت بعض دروسه بعد ذلك وأجازني في سنة ست وستين رحمه اللَّه تعالى.

[طلوع والد المؤلّف إلى القلعة للمرة الثانية]

وفيه في يوم الثلاثاء تاسع عشريه طلع الوالد إلى القلعة أيضًا فاجتمع بالسلطان، فعتبه في تأخّره عنه هذه المدّة الأيام (٣)، وأنس به واعتذر إليه بأنه مشتغل البال. ثم بعث إليه بمائتي دينار.

[[شهر رمضان]]

[[نظارة الإسطبل السلطاني]]

١٢٤ - • وفيها، في يوم الخميس تاسع شهر رمضان، استقرّ في نظر الإسطبل السلطاني شرف الدين يحيى بن البقري الموجود الآن، وهو باقٍ في هذا الزمان أيضًا على هذه الوظيفة. وهو أخو المجد الأستادار والوزير الماضي ذِكره.

والشرف هذا ذاتٌ حسنة من أهل العقل والسكون والتُؤَدة، حَسَن السمت والملتقى، له حرمة وشهامة وتودّد للناس، كثير التجمّل في أحواله، وعنده ذوات الناس، وولي نظر الإسطبل عِوضًا عن الشيخ بدر الدين محمود ابن (٤) قاضي القضاة البرهان بن الدَّيري، وكان البدر وليه عن أبيه فصُرف عنه في هذا اليوم،


(١) كتب المؤلّف -رحمه الله- "ركب الوالد" ثم ضرب عليها.
(٢) في الأصل: "العزير".
(٣) هكذا في الأصل.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>