للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان قام له والتقيا، ثم لزمه السلطان وأمر له بجبّة سمَّور، فأصبح في يوم الأربعاء رابع عشر الشهر، وأُحضرت له فلبسها بالقلعة ونزل في أُبّهة زائدة، وأظهر الناس الفرح به وغاية السرور، وركب معه جمع وافر من القضاة والمباشرين والأعيان، ونزل إلى داره وهرع الناس للسلام عليه وفرحوا بذلك لبُغْضهم في أبي الخير النحاس، ولهذا أظهروا الفرح والسرور بهذا، فما أحقّه بقول القائل:

وما من حبّه أحنو (١) عليه … ولكنْ بغض قوم آخرينا

وكان يومًا حفلًا مشهودًا (٢).

ثم كان من أمر ذَين الإثنين، أعني أبا الخير والسَّفْطي ما سنذكره.

[وصول ركب الحجّاج]

وفيه، في يوم الإثنين حادي عشرينه، وصل سبْق الحاج إلى البركة، ثم وصل الركب في الثلاثاء وأعقبه المحمل وتكاملوا بها، ثم دخلوا القاهرة في يوم الأربعاء ثالث عشرينه، وطلع أميرا (٣) المحمل والأول إلى السلطان. وكان قاضي القضاة الحنابلة أيضًا معهم قد حج في هذه السنة، فطلع وخلع السلطان على الكلّ ونزلوا إلى دُورهم (٤).

[[وفاة الشمس القاياتي]]

وفيه اشتدّ مرض قاضي القضاة الشمس القاياتي حتى مات بعد أيام في الإثنين الآتي، وهو ثامن عشرينه على ما سنعرفه في ترجمته قريبًا إن شاء اللَّه تعالى.

وكان من خبر ذلك أنه طلع إلى القلعة يوم الجمعة وخطب بالسلطان، ثم نزل ليتجهّز إلى لقاء الحاج للبِركة فإذا به قد وعك بقية يومه فأصبح ولداه فتوجّها مكانه وتأخّر هو لرجاء النشاط، فلم يزدد (٥) إلّا وعكًا، ورجع ولداه بعد دخول الحاج فوجدوه موعوكًا محمومًا، وأُحضر له الأطبّاء وأطبّوه وهو يشكو (٦) حرارة كبده، وقل أن يتناول ما وصفه له الأطبّاء.


(١) في الأصل: "احنوا".
(٢) كائنة السفطي في: إنباء الغمر ٤/ ٢٤٥، والتبر المسبوك ١٤٠ (١/ ٢٩٥)، ونيل الأمل ٥/ ٢١٧.
(٣) في الأصل: "وطلع أميري".
(٤) خبر ركب الحاج في: إنباء الغمر ٤/ ٢٤٦، والتبر المسبوك ١٤٠ (١/ ٢٩٥، ٢٩٦).
(٥) في الأصل: "فلم يزداد".
(٦) في الأصل: "وهو يشكوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>