للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاضي شهاب الدين ابن (١) حجر أيضًا بخطابات مُنْكية بسبب ذلك، ثم عزله عن القضاء وجميع نوّابه أيضًا، وألزمه بمالٍ عظيم لم نتحقَّق كميّته.

قال: وولّي عوضه شمس الدين القاياتي، ثم بعد أربعة أشهر أيضًا عزله ابن حجر عن مشيخة خانقاه بيبرس، وأعطاها للقاياتي أيضًا وأعطاه إيّاه تدريس الشافعي لما مات رفيقه شمس الدين الونائي. انتهى كلامه.

قال: ذكر الحافظ ابن حجر، رحمه اللَّه: هذه الواقعة بعينها (٢)، ثم قال بعد أن طلب الناظر المذكور تغيّظ عليه، وظنّ أنه ينوب في ذلك عن القاضي الشافعي، يعني نفسه، قال: فبسط لسانه في القاضي إنكارًا عليه في التفريط في مثل ذلك، ثم انكشف أن القاضي ليس له في ذلك ولاية ولا نيابة، ولا عُرف بشيء بذلك منذ وُلّي وإلى يوم تاريخه. انتهى.

أقول: ولما جرى هذا الأمر ووقعت هذه القضية وبلغ من بغض من الحافظ ويحسده تحزّب عليه وبقي يلقى أشياء حتى تبلغ السلطان ليزداد حنقه عليه، ودبّروا أشياء، وأغرى بعضهم السلطان، ونقل عن الحافظ بأنه يقول ويقول ويتبجّح بأشياء وينسب السلطان إلى الظلم، وأنه لا علاقة (٣) له في ذلك حتى يوجب تغيّظه عليه، فحنق السلطان من ذلك زيادة على حنقه وغضب مضافًا لغضبه وأوسقوه عليه من حين كائنة السقوط (٤).

[[صرف ابن حجر عن القضاء]]

وفيه، في يوم الإثنين حادي عشره، صرّح السلطان بصرف القاضي وهو حافظ العصر عن القضاء، وبعث إليه بذلك وأمره بأن يغرم دية الموتى، وهذا هو المراد بقول البدر العَيْني، رحمه اللَّه، وألزمه بمال.

[ولاية القاياتي القضاء بمصر] (٥)

وفيه، في يوم الخميس رابع عشره، استقرَّ فيْ وظيفة القضاء الشافعية بالديار المصرية الشيخ شمس الدين محمّد بن علي بن محمّد القاياتي الشافعي بعد أن


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في إنباء الغمر ٤/ ٢٣٤.
(٣) في الأصل: "لا علقة".
(٤) خبر سقوط المئذنة في: إنباء الغمر ٤/ ٢٣٤، ٢٣٥، وحوادث الدهور ١/ ١١٧، ١١٨، ونزهة النفوس ٤/ ٣١٥، ٣١٦، والتبر المسبوك ١١٤، ١١٥ (١/ ٢٤٦ - ٢٤٨)، ونيل الأمل ٥/ ٢٠٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٨، وشذرات الذهب ٧/ ٢٦٣.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>