للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان قد تزوّج بابنة الخليفة المستنجد باللَّه وفُتح عليه بعد خروجه.

وهو إنسان غير مشكور، وستأتي تنقّلاته المذكورة هاهنا محرّرة على التفصيل فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى.

[تقرير شَرمُرد دوادار السلطان في تقدمة يشبُك]

وفيه قرّر السلطان شرمُرد العثماني المؤيَّدي دوادار السلطان بدمشق في تقدمة يشبُك المنتقل إلى نيابة صفد (١).

(كائنة أتابك جانبك الأبلق بالماغوصة) (٢)

وفيه، في يوم الجمعة، ثالث عشرينه، ورد إلى القاهرة قاصد جاكم بن جُوان (٣) متملّك قبرس الماضي ذِكره آنفًا، لا سيما في الدولة الإينالية، وعلى يده مكاتبة من مرسله، بأنه أخذ مدينة الماغوصة وقلعتها من يد الفرنج، بعد أن أمّنهم على أنفسهم وأموالهم، وأنه سلّمها لجانبك الأبلق (٤) باش العسكر المقيم بقبرس، وأن جانِبَك المذكور أساء السيرة في أهل الماغوصة لما تمكّن منها، ونقض الأمان والصلح الذي وقع، ومدّ يده لأخذ أولاد الأعيان من أهل الماغوصة من الصبيان الأحداث الحِسان الوجوه، وأن ذلك شقّ عليهم وما احتملوه، وقالوا له: ليس هذا من شرط الأمان، فإنكم لم تأخذوا منّا البلد والقلعة إلّا بالمصالحة والأمان على أنفسنا وأولادنا وأموالنا، وبهذا الشرط دخلنا تحت طاعتكم، وقد نقضتم وغدرتم، فنحن أيضًا نغدر وننقض، وصمّموا أولًا على ذلك، وأنهم يقومون ويقاتلوا حتى يغلبوا أو يُغْلبوا، عساه يرعوي فما ارعوى، وتلطّفوا به إلى الغاية فما التفت إليهم بوجهٍ من الوجوه، واستمرّ على ما هو عليه، فبدروا بأن بعثوا إلى جاكُم بما وقع، وعرّفوه بالخبر، فبادر جاكُم أن بعث إليه يتلطّف به في هذا الشأن ويعرّفه أن ذلك مما يؤدّي إلى تقليل ناموس السلطان في هذه البلاد، وإلى اتساع الخَرْق، وربّما كُسِرت الحُرمة السلطانية وفشَت القضية، وأكّد في نهيه عن ذلك، خوفًا من حدوث ما حدث بعد ذلك من مخالفة، وأنه لما وصل إليه القاصد بهدله، وما ارعوى حتى ضربه وأوسعه سبًّا، وعاد إلى منزلته على هذه الهيئة، فاحتمل


(١) خبر تقرير شرمرد في: نيل الأمل ٦/ ١٨٧، وإعلام الورى ٦٣ وفيه: "شرامنت".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) هو جاكم بن جوان بن جينوس بن جاكم الفرنجي، الكيتلاني. مات سنة ٨٧٨ هـ. انظر عنه في: نيل الأمل ٧/ ٧٤ رقم ٢٩٣٠، وبدائع الزهور ٣/ ٩١ ولم يترجم له السخاوي.
(٤) قُتل في السنة ٨٦٨ هـ. انظر عنه في تراجم السنة المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>