للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخلعٍ على قَرَقْماس الأشرفي المعروف بالجلب بإمرة مجلس عِوضًا عن جَرِباش نقلًا إليها من رأس نَوبة النُوَب (١).

وخلع على قانَمْ المؤيَّدي التاجر برأس نَوبة النُوَب نقلًا إليها من تقدمة ألف (٢). وقرّر في الإقطاع الذي كان بيد جرِباش أمير مجلس بيبرس خال العزيز لكونه آنئذٍ من إقطاعه. وكان بيبرس حاجب الحجّاب إذ ذاك، فكان حقّه أن يلي رأس نوبة النُوَب فلم يتّفق له ذلك. وقدم قانَمْ التاجر عليه وأُرضي بالإقطاع. وقام جانِبَك من أمير المعروف بالظريف (٣) فقبّل الأرض، وطلب التقدمة الشاغرة عن بيبرس المذكور، فتوقّف السلطان عن ذلك، فوقع بين جانِبَك المذكور بسبب ذلك وبين يونس الدوادار مقاولة ومفاوضة، وردّ يونس على جانِبَك بردّ فاحش، فدام الإقطاع موقوفًا ولم يقرّر فيه أحد بسبب ما أنفق. ثم أنفضّ الموكب، وقام السلطان فتحوّل من القصر إلى الدُهَيْشة وجلس بالشبّاك المُطِلّ على الحوش، وأمر المنادي بأن ينادي بين يديه بأن البيعة السلطانية للجند السلطاني لكل نفر ماية دينار، وأن الابتداء بها يكون في يوم الثلاثاء عشرين الشهر، فكثُر الدعاء له بالنصر من الناس، وأَعلنوا بذلك كل ذلك، واشرف إينال والده في قيد الحياة إلى هذا الوقت (٤).

(وفاة الأشرف إينال) (٥)

وفيه، أعني هذا اليوم كانت وفاة الأشرف المذكور، وذلك أن ولده المؤيَّد لما أمر المنادي فبادر بالنفقة، وانتهى الحال من ذلك قام من وقته فدخل على أبيه لقاعة الدهيشة فوجده قد احتضر وهو في السياق، فجلس عنده حزينًا عليه، فلم يزل الأشرف على ذلك وهو في النزع إلى أن قضى في هذا اليوم بين الظهر والعصر فغمِّض وسُجِّي، وأخذوا في الحال في تجهيزه، وجُهّز من وقته، وأُخرجت جنازته وقد حضر الأمراء وغيرهم، وحضر ولده السلطان، وصُلّي عليه بباب القُلّة، ثم حُمل نعشه إلى تربته التي أنشأها بالصحراء فدُفن بها بالقبّة التي هيّأها لنفسه، وعُملت عنده الصدقات وقُرئت الختمات أيامًا متواليات.


(١) خبر إمرة قرقماس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٢٢٥، ونيل الأمل ٦/ ١٠١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧١.
(٢) خبر إمرة قانم في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٢١، ونيل الأمل ٦/ ١٠١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧١.
(٣) توفي جانبك من أمير المعروف بالظريف في سجن صفد سنة ٨٧٠ هـ.
انظر عنه في: المجمع المفنّن ٢/ ٣٩٢، ٣٩٣ رقم ١١٧٨ وفيه مصادر ترجمته.
(٤) النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٢١، ونيل الأمل ٦/ ١٠١، ١٠٢، بدائع الزهور ٢/ ٣٧١.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>