للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المدينة فدخل من باب النصر شاقًّا القاهرة وقد زُيّنت له، وقعد الناس لرؤيته بالقاهرة وخارجها في مظانّ مروره عليهم، وخرج من باب زويلة، ثم عطف على جهة البسطتين قاصدًا القلعة. ثم لما وصل التبّانة دخل إلى دار تنبك المعلّم الأشرفي. وكان تنِبَك هذا أنْيًا (١) للسلطان في أيام إمرته، ثم خرج من دار تنِبَك فطلع إلى القلعة، وكان له يومًا مشهودًا. وهذه ثاني ركبة ركبها من سلطنته، وأول ركبة ركبها بأُبّهة السلطنة والموكب السلطاني (٢).

[[ولاية ابن الصنيعة الوزارة]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، سابع عشره، استقرّ في الوزارة إنسان من الكَتَبة يقال له يحيى بن الصنيعة عِوَضًا عن علي بن الأهناسي، وخرج الأمر بالقبض عليه بالوجه القِبلي (٣).

[[نيابة تقدمة المماليك]]

وفيه، أعني هذا اليوم قُرّر في نيابة تقدمة المماليك صندل الهندي الظاهري، شادّ الحوش بعد عزل عنبر اليشبُكي، واستقرّ في شادّية الحوش معروف اليشبُكي الحبشي (٤).

[سجْن ابن الإهناسي]

وفيه، في يوم السبت، حادي عشرينه، أُحضر علي بن الإهناسي وهو موكَّل به، محتَفَظ عليه، وصُعد به إلى القلعة فسُجن بها، وكان له ما سنذكره.

[[إلزام الجند بالشاش والقماش إذا طلعوا إلى القلعة]]

وفيه -أعني هذا الشهر- برزت الأوامر السلطانية إلى طائفة طواشية الطباق بإعلام الجند وجميع الجيش أهل الجوامك بأن يطلعوا إذا طلعوا للقلعة لقبض الجامكية في أيام صرفها بالشاش والقماش على العادة التي كانت قديمًا، وأكّد


(١) أَنْي: جمع أنْيات. من "أنا"، لفظ ضمير المتكلم، بمعنى المائدة في اللغة الشركسية. وهي تطلق على الإثنين المتساويين في مرتبة الجلوس على مائدة واحدة. وهي تضاهي قول العامّة: بيننا خبز وملح.
(٢) خبر نزول السلطان في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٧، ونيل الأمل ٦/ ١٣٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٠، ٣٩١.
(٣) خبر ابن الصنيعة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٧، ونيل الأمل ٦/ ١٣٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩١.
(٤) خبر نيابة التقدمة في: نيل الأمل ٦/ ١٣٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>