للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذو الحجّة]

[[الخلاف بمكة على هلال الشهر]]

وفيها في أول ذي الحجّة، وقع الاختلاف في استهلاله بمكة، فدام عملهم على أنه الجمعة، ثم شهد شخص من المغاربة يُذكرِ بدِين وعلِم أنه رآه ليلة الخميس وزُكي (١). وأخبر الكمال ابن البارزي عن أخته خوَنْد أنَّها أيضًا رأته في ليلة الخميس. ولما قدم الركب الشامي أخبروا أيضًا بثبوته عندهم بالخميس، ووقف الناس الجمعة مع عدم طمأنينة ولم يحتاطوا لامتناع البارزي من ذلك (٢).

[[استقرار النويري بقضاء حلب]]

وفيه في يوم الإثنين رابعه، استقر محمّد بن أحمد بن محمّد النويري الشافعي في قضاء حلب الشافعية عِوضًا عن البرهان السُّوبيني الذي تقدّم خبر عزله عنها، ونُسِب إليه أنه لا ينفّذ المراسيم السلطانية (٣) وأنه قصد إبطال شعار المملكة من ضرب الطبْلخاناه وغير ذلك. وكان قد ورد إلى حلب إنسان وعلى يده مرسوم من السلطان بأن يحكم له بشيء يتعلّق به، فقال: أنا لا أحكم بمجرّد المرسوم، بل لا بدّ من شروط الحكم. وكان وقت دقّ الطبْلخاناه يُقرأ القرآن فأمر بأن تؤخّر إلى حين نهاية القراءة، وهو بعد وصيّته لا يعلم ما يرتّب على هذا أهل حلب من مبغضيه ومن لا يحب رفقته، فنسبوا إليه ذلك مع أشياء أُخر كانت سببًا لعزله بعد استعفائه مما ناله من الأنكاد (٤).

[وصول مبشّر الحاج]

وفيه، في يوم السبت ثالث عشرينه، وصل مبشّر الحاج أحمد بن جانِبَك وأخبر بالأمن والسلامة، وأن الحاج العراقي في هذه السنة وأن حمد يشاه بن يوسف من أولاد قرا يوسف جهّزه وكان قد ملك بغداد في هذه السنة في ربيع الأول، وحج في هذه السنة أيضًا ركب المغاربة والتكرور (٥).


(١) كتب قبلها: "ولما قدم"، ثم ضرب عليها خطًا.
(٢) خبر هلال الشهر في: التبر المسبوك ١٤٧ (١/ ٣٠٥).
(٣) في الأصل: "المراسيم السلطان".
(٤) خبر قضاء حلب في: التبر المسبوك ١٤٧ (١/ ٣٠٦)، ونيل الأمل ٥/ ٢٢٥، ٢٢٦.
(٥) خبر مبشر الحاج في: حوادث الدهور ١/ ١٣٧، والتبر المسبوك ١٤٨ (١/ ٢٠٦)، ووجيز الكلام ٢/ ٦٠٨، ونيل الأمل ٥/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>