للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناصرية قاضي حلب ومؤرّخها، ثم تعانى صناعة التوقيع وبرع فيها ومهر. وقدم القاهرة في سنة سبع وثمانمائة وتقرّب من الجمال الأستادّار، وكان زوج ابنة أخيه الشمس البيري (١)، فقرّره في توقع الدَّست وجعله موقّعاً كبيراً نيابة، فأثرى وحصّل عدّة وظائف دينيّة ما بين تداريس وأنظار وغير ذلك. ثم تنقلّت به الأحوال إلى أن وُلّي نيابة كتابة السرّ في دولة الأشرف بَرسْباي وسافر معه إلى آمد، وتوجّه رسولاً عنه إلى قرايُلُك، وألبسه خلعة الأشرف، وباشر تحليفه على الطاعة، ثم ولَّاه الأشرف كتابة سرّ الرُّها رفيقاً لإينال العلائي الأجرود حين ولّاه نيابتها في تلك السفرة اعتماداً عليهما واعتقاداً في حسن سياسة شرف الدين هذا وجودة رأيه وتدبيره، فاستعفى منها فأُعفي إينال (٢) وحمل خمسمائة دينار للسلطان لأجل ذلك. وكان قد ولي كتابة سرّ حلب أيضاً على كرهٍ منه، واستعفى عنها بعد ذلك وتولّى عِوَضه ولده معين الدين عبد اللطيف، ورُشّح لكتابة سرّ مصر مراراً فلم يقبلها.

وكان عاقلاً، سيوساً، فاضلاً، مدبّراً، حسن السمت والملتقى، عارفاً بصناعة الإنشاء، باهراً فيه، قام بأعباء ديوان الإنشاء مدّة سنين، وخدم عدّة ملوك، وكان مقرّباً لديهم، محبَّباً إليهم.

وكان بينه وبين الوالد، رحمهما اللَّه، محبّة أكيدة وصحبة قديمة زائدة، بحيث كان غالب ما يرد عليه من المكاتبات حين بُعده (٣) عن الديار المصرية يرد إليه بخط الشرف هذا، وفيها من تعظيمه للوالد ما لا يخفى، ثم صار ذلك دأَب ولده معين الدين إلى أن مات. وستأتي ترجمة معين الدين أيضاً في محلّها.

توفي الشرف هذا في يوم الأربعاء الثامن أو التاسع من شهر رمضان، رحمه اللَّه تعالى.

(ترجمة العجيمي قاضي المحلّة) (٤)

٧ - أحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نَصِير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحق بن مسافر بن محمد البُلقيني الأصل، القاهري،


(١) نسبة إلى البيرة بنواحي حلب.
(٢) في الأصل: لم تظهر الألِف.
(٣) في الأصل: "حيث نووه".
(٤) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>