للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإبراهيم هذا هو ولد الجمال ابن (١) جماعة قاضي القدس أيضاً من أنه زوّر رسوماً عن السلطان مرتّب باسمه، فأُحضر وحوقق على ذلك وبُهدل، وحصل على كاتب السرّ الكمال بن البارزي بذلك غاية الإنكار الشديد بما لا يحتمله مزاجه، وتشوّش من ذلك غاية التشويش الذي ما عنه مزيد، وصُرف الجمال والد إبراهيم هذا عن القضاء بسبب ولده (٢).

[[خروج الغزاة من ساحل بولاق]]

وفيه، في أوائله خرج الغُزاة الذين عيّنهم السلطان، كما قدّمنا، بعد أن تجهّزوا، فخرجوا من ساحل بولاق، وكانوا عدّة خمسة عشر غراباً مشحونة بالمقاتلة من الجُند السلطاني وجماعة جنده من المطّوّعة (٣).

(كائنة القرمي) (٤)

وفيه في يوم الأربعاء حادي عشره كائنة الشيخ علي القَرمي الذي تقدّم الكلام عليه أمر السلطان في هذا اليوم، وكان قد أحضر به بين الخانقاه كما قلناه بأن يُعقد له مجلس بالصالحية، فعُقد المجلس بالقضاة وبعض المشايخ.

واتفق أن قاضي القضاة الحنفي لم يحضره، فإنه استشعر بعض ما قد ذكرناه، وآل الأمر أن بلغ السلطان عدم حضوره، أمر أن يتولّى ذلك الحنفيّ بنفسه بعد ذلك.

واتفق أنّ طال الكلام في هذا اليوم في ذلك المجلس، وكثرت الأقاويل في حقّ عليّ المذكور، ونُسب إلى سبّ الباري جلّ وعلا، وإلى غير ذلك من أمور. وكان القائم بذلك الشمس الكاتب، على أنه لم يكن هذا هو الغرض من قيامه، لكنّه اضطرّ إليه فأظهر القيام التام، وأحضر عدّة نقول من عدّة كتب مشهورة بأنه لا يُقبل توبة الزنديق، وأن هذا زنديق. ورتّب الكاتب يوسف خديمه وسعيد فشهدا عليه، وأعانهم آخرون، وبقي هو المسكين لا يعلم ما هم فيه لسذاجته وصفاء باطنه، حتى بقي لا يصدّق بأنه يموت. وآل الأمر في ذلك كله إلى إثبات كفره وزندقته، لما صدر عنه من الألفاظ التي شهدوا بها، وأنها لا تصدر عن متديّن


(١) في الأصل: "بن".
(٢) خبر كائنة إبراهيم في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٠٧، ونيل الأمل ٥/ ١٢١.
(٣) خبر خروج الغزاة في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٠٥، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٤١، ٣٤٢، ونيل الأمل ٥/ ١٢٠، وبدائع الزهور ٢/ ٢٢٤.
(٤) العنوان عن الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>