للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحداث الماضية بيّنّاه، فدخلوا القاهرة في هذا اليوم، وهم تمُربُغا، وأُزبَك، وبرقوق، وقانباي، وباتوا في هذه الليلة بدار يشبُك الفقيه الدوادار الكبير، ثم طلعوا إلى القلعة في صبيحة يوم الثلاثاء، واجتمعوا بالسلطان، وخلع عليهم كوامل بفرو سمَّور مسبولة الأطواق، وأمر باستمرارهم على ما كان بأيديهم من أقاطيعهم ووظائفهم. وكانت لم تخرج عنهم لأحد لأنّ غضبه عليهم إن كان من قبله فكان يومًا واحدًا، ولذا كان سجنهم بالإسكندرية يومًا واحدًا، وعُدّ ذلك من النوادر ومن الفرج السريع بعد الشدّة، ونزلوا إلى ديارهم، وكان لطلوعهم ونزولهم وقتًا مشهودًا، وهرع الناس للسلام عليهم وتهنئتهم (١).

[[وزارة يونس بن عمر]]

وفيه -أعني هذا اليوم- استقرّ في الوزارة شخص يُسمّى يونس بن عمر بن جَربُغا من أولاد الناس، وهو الذي كان دوادارًا عند الطواشي فيروز النَوروزي، وكان بزي الأجناد، فخلع عليه أطلَسَين متمَّر [ين] (٢) لذلك، ولم يخلع عليه الخلعة التي جرت العادة بخلعها على الوزراء، ووُلّي الوزارة عِوَضًا عن ابن (٣) الأهناسي بعد صرفه على ما بيّنّاه من قبل (٤).

[إعادة ابن الشِحنة إلى قضاء الحنفية بمصر]

وفيه، في يوم الخميس ثانيه أعيد المحبّ بن الشِحنة إلى وظيفة قضاء القضاة الحنفية بالديار المصرية عِوَضًا عن الفقيه ابن (٥) الصّوّاف بحكم موته ولم تطُلْ ولايته حتى مات، وهذه ثانية ولاية ابن الشِحنة هذا للقضاء (٦).

[منْع أهل الذمّة من مباشرات الأمراء]

وفيه، في يوم الإثنين ثاني عشره برز أمر السلطان بأن يمنع أهل الذمّة من


(١) خبر وصول تمربُغا في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٠، ونيل الأمل ٦/ ١٧٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٢.
(٢) الأطلس المتمّر: هو رداء من الحرير الأطلس المبرقش بزخارف من الخطوط المتموّجة. وهو حرير اسكندراني منسوج بخطيط الذهب. (صبح الأعشى ٤/ ٥٣، الملابس المملوكية ٢٧).
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) خبر وزارة يونس في: النجوم الزاهرة ٦٦/ ٢٨١، ونيل الأمل ٦/ ١٧٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٢.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) خبر ابن الشحنة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨١، ونيل الأمل ٦/ ١٧٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>