للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(تتمّة نفقة الجند السلطاني حتى تمامها) (١)

وفيه) (٢) في يوم الثلاثاء عاشره، وهو صبيحة الليلة التي أُخرج فيها الظاهر يلباي إلى ثغر الإسكندرية، ابتُدئ بتتمّة تفرقة النفقة التي كان بدأ بها الظاهر المذكور. ثم جرى له في أثناء تفريقها، وقبل تمامها ما جرى على ما عرفته.

وأمّا الظاهر تمربُغا فلم ينفق، واعتذر بأن الخزائن لا مال بها، واللَّه أعلم بذلك (٣).

(الأمر بالإنفاق على أولاد الناس ثم إيقاف ذلك) (٤)

وفيه -أعني هذا اليوم- خرج أمر الظاهر تمربُغا بأن يُنفق على أولاد الناس الذين كانوا مُنعوا من النفقة في دولة الظاهر يلباي، برأي من حسّن له ذلك، لا برأي نفسه. ثم بعد أن أمر تمربُغا بذلك لم يتمّمه، بل عاد إلى المنع، ويا ليته ما أمر بالإعطاء، فإن ذلك كان أنسب (٥).

ويقال: إن السبب في ذلك بعض وسائط السوء.

وقيل: إنّما كان باختياره هو -أعني السلطان- وهذا هو الصحيح.

وأُعيب هذا على الظاهر تمربُغا هذا، حتى قيل: لو سكت عنه بعد الفراغ منه لكان الأنسب في حقّه من تناقضه، إذ لما تكلّم في إعادته ثم رجع كان ذلك ذريعة لتشنيع العامّة عليه، وتلا (٦) بعض أولاد الناس في ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١]، وكثُر القال والقيل بسبب ذلك.

وفي ذلك أنشدني بعض أولاد الناس لغيره:

نقضمت رأياً برأي .... كلاهما عنك صادر

والعار لم تخش منه … فأنت بالعيب ظاهر

[[عودة أزدمر تمساح من القدس]]

وفيه- أعني هذا اليوم أيضًا- قدم أزدمر تمساح، الماضي خبر خروجه إلى


(١) العنوان من الهامش.
(٢) ما بين القوسين من الهامش.
(٣) خبر نفقة الجند في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٨٠، ونيل الأمل ٦/ ٣٠٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٧٠.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) المصادر السابقة.
(٦) في الأصل: "وتلى".

<<  <  ج: ص:  >  >>