للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذ لو قُدّر خروج طائفة من عصاة العربان عليه، مستعدّين له، لكان له معهم شأن، فإنه توجّه هذه المسافة البعيدة من غير استعداد ولا جُند، تابعًا رأيه، ظانًّا صلاح ما فعله (١).

[[خروج السلطان ثانية إلى جهة بعيدة]]

وفيه، في يوم الخميس، سادسه، ركب السلطان أيضًا، وخرج إلى بعض الجهات، فسيّر وتوغّل في سيره إلى بُعد، ثم عاد، ولا عليه مما يقال في حقّه، ويُنسَب إليه من تقليل ناموس ملكه، إذ ما يقوله القائل عنده كطنين الذباب، لأنه يرى نفسه أعقل الناس وأكثرهم رأيًا، فأنّا يرعوي بكلام غيره. ولقد ساعده الدهر على ذلك، بحيث ما أصابه يومًا في مثل أفعاله هذه ما يخيفه ولا يريبه، ولهذا اغترّ، وما نعلم آخرته ما تكون، والعلم إلى الله تعالى وعنده.

[وصول هجّان من الأتابَك أُزبَك إلى السلطان]

وفيه، في يوم الجمعة، سابعه، وصل نجّاب، وهو الذي يقال له الهجّان في العُرف، وعلى يده مكاتبة الأتابك أُزْبَك باش العساكر، يخبر السلطان فيها بأن العسكر المصري في الاستظهار والإقبال، وأن عسكر شاه سوار في الاستدبار والزوال. وكان الأمر في ذلك بعد ذلك بالعكس، على ما ستعرفه حين نذكره. وذكر في هذه المكاتبة أن العساكر ملكت باب المُلك وغيره من بلاد شاه سوار المذكور، وأن النصر يكون قريبًا إن شاء الله تعالى (٢).

(وصول قاصد ابن قرمان) (٣)

وفيه، في يوم الإثنين، عاشره، وصل إلى القاهرة قاصد أحمد بن قَرَمان، الذي أخرج أخاه إسحاق وملك البلاد، وأحضر هذا القاصد إلى السلطان بعض هدية من مرسله، ومكاتبة فيها إظهار التواضع الزائد. وكان هذا القاصد خادمًا طواشيًا يسمّى سرور، ورحّب السلطان به وأكرمه وقبل هدية مُرسِلِه، وأنزل هذا الطواشي بمكانٍ أُعِدّ له، وأجرى عليه ما يليق به من المرتّبات، وأعيد بعد ذلك إلى مرسله بجواب عن مكاتبته وهدية من السلطان. وكان خروجه من القاهرة بعد ذلك في غرّة محرّم من الآتية (٤).


(١) خبر نزول السلطان في: إنباء الهصر ٦٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٤.
(٢) خبر وصول الهجّان في: إنباء الهصر ٦٩، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٤، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر وصول القاصد في: إنباء الهصر ٦٩، ٧٠، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>