للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلطنته من العشرات، ثم من رؤوس (١) النُوَب، وبعثه مرة إلى منفلوط كاشف القبض بها والمساحة، وبقي بها مدّة، ثم صيّره الظاهر من الطبْلَخاناه، واستمر على ذلك إلى سلطنة خُشداشه الأشرف إينال، فصيّره من مقدَّمين (٢) الألوف كما تقدّم ذلك في محلّه، ودام على ذلك إلى صدرٍ من سلطنة الظاهر خُشقدم، فأخرج عنه التقدمة بحكم عجزه عن الخِدَم لشيخوخته، ودام على بطالته بداره.

إلى أن توفي في () (٣) بعدما شاخ جدًّا.

فلعلّه جاوز التسعين.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديِّنًا، ساكنًا، وعنده ورع بالنسبة إلى بني جنسه.

(ترجمة الخواجا الطاهر) (٤)

٣٣٨ - حسن بن (محمد بن قاسم الصَّعدي) (٥) اليمني، المكي.

الخواجا بدر الدين، المعروف بالطاهر شاه (٦) بندر جُدّة وكبير التجار بها، بل وبمكة المشرّفة وتلك البلاد.

ولد في سنة () (٧).

وتعانى الاتجار، وأثرى من ذلك غاية الإثراء، وحصّل الأموال الطائلة، وقدم من بلاده إلى هذه البلاد للاتجار، وتردّد إليها حتى قطن مكة، ودام بها متردّدًا بينها وبين جُدّة للاتجار، وصار مشهورًا مذكورًا، كثير الوكلاء، والعبيد والأتباع. ومشت متاجره إلى كثير من البلدان، وشُهر بكثرة المال، وصار كبير تجار البندر، بل والحجاز جميعه، مع بُخل مفرط وجهل قاس (؟)، وبُعد عن كل علم وفضيلة. وكان يُلمَز بأنه زيديّ المذهب، كذا نقله عنه بعض المؤرّخين.

ولم يزل بمكة حتى بَغَتَه أجلُه بها، بعد أن انتهت إليه رياسة التجار بها وعظُم جدًّا.

توفي في جماد الأول وقد شاخ.


(١) في الأصل: "روسب".
(٢) الصواب: "من مقدَّمي".
(٣) بياض في الأصل.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) بياض في الأصل. وما أثبتناه من: الذيل التام.
(٦) انظر عن (حسن المعروف بالطاهر شاه) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٥٣، ووجيز الكلام ٢/ ٧٨٨ رقم ١٨١٥، وفيه "الظاهر" بالمعجمة، والذيل التام ٢/ ٢٥٥، والضوء اللامع ٣/ ١٢٧ رقم ٤٩٠ وفيه "التاجر الكبير"، ونيل الأمل ٦/ ٢٥٧ رقم ٢٦٧٠.
(٧) في الأصل بياض، وفي الضوء اللامع ولد سنة ٧٩٠ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>