للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رأيت بخط بعض الفُضَلاء: وفي أوائل المحرّم سنة ٨٧٤ حصل بدمشق غلاء عظيم. وتزايد إلى أن أبيعت الغرارة القمح بألفين، والشعير بألف، والرطل الخبز من القمح بثمانية، ومن الشعير بستّة، والقنطار الدقيق بألف، وكَيْل الحِمّص بمائة وخمسين، والرطل منه مسحوقاً بأربعة دراهم، والفول بثلاثة دراهم، والمُدّ الكُشْك بخمسة عشر، والرَّضّة كذلك، والعدس كذلك، والرطل من كسب السمسم بأربعة دراهم، والرطل من لحم الضأن بثمانية، ومن المَعِز بسبعة، ومن البقر بستة، وكل ( … ... ) (١) بدرهم، والحبّ ( … ) (٢) الأوقيّة بدرهم، والسمن الرطل بثلاثين درهماً (٣)، والدبس الأوقية بستة دراهم، وخلط بعضهم ( … ) (٤) في الدقيق الأشراس، وبعضهم في الدقيق ( … ) (٥) ومات في يوم واحد شخصان من الجوع، وغالب ( … ) (٦) أهل الضياع من حشيش الأرض ونباتها، وما خفي من الخطب العظيم ( … ) (٧) بعض الناس، واللَّه أعلم.

واستمر ذلك حتى خامس عشر من شعبان، فاجتمع بعض القضاة وبعضُ الفقهاء والصوفية وقرأوا صحيح البخاري والقرآن العظيم، وختموها في آخر نهار منتصف الشهر، بعد أن صام غالب الناس عدّة أيام، ودعوا وابتهلوا إلى اللَّه تعالى (٨)) (٩).

[[شهر صفر]]

[[ركوب السلطان إلى الخانقاة السرياقوسية]]

وفيها، في سَحَر يوم الخميس، مستهَلّ صفر، ركب السلطان من القلعة ونزل إلى جهة الخانقاة السرياقوسية، فأصبح القضاة فركبوا ولا عِلم لهم بنزوله، وطلعوا إلى القلعة هم ومن له عادة بالطلوع من الأعيان للتهنئة بالشهر، فلم يجدوه، وعادوا من حيث جاؤوا (١٠)، وعاد هو في آخر النهار، وأشيع في هذا اليوم، لا سيما ممن له غرض من العوامّ ونحوهم، بأنه إنما فعل ذلك حتى لا يرى من يطلع


(١) كلمتان مطموستان.
(٢) كلمة واحدة.
(٣) في الأصل: "بثلاثين درهم".
(٤) كلمة مطموسة.
(٥) كلمة مطموسة.
(٦) كلمة مطموسة.
(٧) كلمة مطموسة.
(٨) خبر الغلاء في: نيل الأمل ٦/ ٣٩٢، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ٢/ ٨١٤.
(٩) ما بين القوسين كلمة من الهامش.
(١٠) في الأصل: "وجاوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>