للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاهرة فكان أربعة عشر يومًا، فلعلّ إن صحّ ذلك كان قد خرج من مكة قبل الوصول إليه بطُلْبه (١)، واللَّه أعلم. ولما طلع تمُربُغا إلى القلعة واجتمع بالسلطان وقبّل له الأرض على العادة في ذلك رحّب به وأنس إليه ووعده بالجميل، وألبسه كاملية بفرو سمَّور، ونزل إلى داره التي تُعرف قديمًا بدار منجك وجدّدها تمُربُغا هذا، وهرع الناس إليه للسلام عليه، وصار من يومئذٍ هو عظيم طائفة الظاهرية، وانخفض جانِبَك نائب جُدّة شيئًا بقدوم تمُربُغا هذا لكونه كان آغاته بالطبقة المستجدّة في أيام أستاذهما الظاهر جقمق، ولكونه سبقه للرياسة، وأيضًا فإنه يوم حضوره وطلوعه إلى السلطان أجلسه السلطان إلى جانب جانِبك ورفعه عليه لعظمته في النفوس. ثم كان من أمر تمُربُغا هذا ما سنذكره (٢).

(قراءة تقليد السلطان) (٣)

وفيه، في يوم الإثنين ثاني عشره، قُرئ تقليد السلطان بالقصر الكبير على العادة في ذلك، وحضر الخليفة وقضاة القضاة والأمراء على العادة أيضًا، وخُلع على من له عادة في مثل هذا اليوم (٤).

(هروب ابن (٥) الكُوَيز) (٦)

وفيه، في يوم الأربعاء رابعٍ عشره، اختفى الزين عبد الرحمن بن الكُوَيز ناظر الخاص بعد أن قاسى مشاقًّا وأهوالًا عظيمة وكُلفًا كبيرة في قيامه بالكُلَف السلطانية من يوم سلطنة المؤيَّد وهَلُمّ جرًّا إلى هذا اليوم من كثرة مصروف الخِلَع في هذه المُدَد اليسيرة ولا سيما من يوم سلطنة الظاهر هذا، فإنه صرف من الخِلَع ما لا يكاد أن يحصر كثرة، ثم صادف في غضون ذلك مجيء عيد الفِطر، وفيه من الخِلَع ما شاء الله. وصادف قبل ذلك ختم "صحيح البخاري" في شهر رمضان، ولقد سدّ غاية السّداد واجتهد غاية الاجتهاد، ولم يقصر ولا أظهر عجزًا ولا حيفًا


(١) في الأصل: "بصلبه"، والصواب ما أثبتناه. و"الطُلْب": بضم الطاء المضمومة وسكون اللام. من التطليب أو المطلّب: لفظ عامّيّ دَرَجَ على ألْسنة الناس في عصر المماليك، معناه: الحضور بمجموعة من فِرَق الجُنَد إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة في مواكب. (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية ١٠٨).
(٢) خبر قدوم تمربُغا في: نيل الأمل ٦/ ١٢١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٤.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر قراءة التقليد في: نيل الأمل ٦/ ١٢١، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٤.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>