للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كائنة إحضار ابن (١) الكَرَكي الوالي إلى الخانقاه الشيخونية) (٢)

وفيه-أعني هذا الشهر- الكائنة بالخانقاه الشيخونية، وهي أنه فُتحت بها خلوة البرهان إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل الكرَكيّ الأصل، القاهري، الحنفي، الشيخ برهان الدين أبي (٣) الوفاء، إمام السلطان، ثم شيخ الخانقاه الأشرفية بعد ذلك، المعروف بابن الكرَكي، وأُخذ منها بعض أثاث له كان بها ومتاع، ما بين ثياب بدن وفرش، وآنية صيني، وغير ذلك، مما لو قُوِّم جميعه لما بلغت قيمته خمسة عشر دينارًا، أو لعلّ أقلّ من ذلك بكثير، فأحضره ومعه الشرطة إلى الخانقاه المذكورة، وقبض على جماعة من أهل الخانقاه ما بين متردِّدين وخدّام وغيرهم من الصوفية، وممن يبيت بها، وادّعى أنه أُخذ له من خلوته شيء كثير (٤). وهو كاذب فيما قال، وحملوا -أعني المقبوض عليهم- إلى دار الوالي، وباتوا في التوكيل بهم ليلة بمسجد بالقرب من منزل الوالي المذكور، في ليلة مُحِرّة، وكانوا جماعة مع صِغَر المسجد، وحصل عليهم الأذى والضرر والتشويش ما لا عنه مزيد. وكان بهم جماعة من أهل العلم، بل والصالحين، مثل الشيخ عبد القاهر البرجساني، الآتية ترجمته في سنة سبع وثمانين، إن شاء اللَّه تعالى، وشيخنا المحقّق يونس الأدِرنائي الرومي، والشيخ العالم الفاضل عبد الحميد الطالبي، والفاضل جبريل، والعبد الصالح غرس الدين ابن (٥) كاتب الغيبة، والشيخ الفاضل الصالح محيي الدين محمد بن سندان الرومي، وغيرهم ممن ذُكر بالعلم والدين والخير والفضل، ولم يحتشم معهم في ذلك، مع علمه بأنهم ليسوا ممن يُتّهم بمثل ذلك، وإن كانت الكائنة من بعض أهل الخانقاة من الأوباش والأطراف، ومع ذلك فلم يأمر هؤلاء بالإنصراف، بل داموا في التوكيل بهم ليلة وبعضًا من يوم ثانٍ، حتى أظهر والي الشرِطة الاستحياء منهم، بل ربّما قصد الكرَكي (٦) نكاية بعض أهل العلم منهم وقهره، وكثُر الدعاء عليه بسبب ذلك، وآل الأمر في ذلك بعد خراب البصرة أن أمروا برمي التراب، ثم وُجدت الحوائج المذكورة بسطح الخانقاه وقد رُمين بها.

وإبراهيم هذا موجود الآن بزمننا هذا، فلنُترجمه على عادتنا في ذلك:


(١) في الأصل: "بن".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) في الأصل: "أبو".
(٤) في الأصل: "شيئًا كثيرًا".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "قصدت للكركي".

<<  <  ج: ص:  >  >>