للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المذكور بابن عبد الوارث المذكور، قبل أن يخرج إلى دمشق ويباشر القضاء) (١).

[إهانة منصور الأستادّار]

وفيه، في يوم الثلاثاء، ثامنه، طلب السلطان منصورَ الأستادّار، فطلع به الوالي إليه على هيئة غير مُرضية، والسلسلة في عنقه، فطلب السلطان منه ما ذكر أنه بقي عنده من الأموال التي صودر عليها، فأجاب بأجوبة مفحِمة مسكِتَة، فلم يرض السلطان بذلك، وأمر به، فضرب بالمقارع بين يديه، وأهين غاية الإهانة (٢).

(كائنة الكمالي) (٣)

وفيه، في يوم الخميس، عاشره، صودر سيدي محمد بن عبد اللَّه بن طُغاي (٤) المعروف بالكمالي، على عشرة آلاف دينار ظلمًا وعدوانًا، ووُكّل به بمنزل نقيب الجيش حتى يقيم بذلك، كل ذلك بعد تقرّبه منه، واختصاصه به إلى الغاية والنهاية. وكان السلطان يستشيره في كثير من الأمور. ثم أخذ السلطان في ذِكر قبائحه ومساوئه، وصار يقول: لو فعلت ما كان يرشدني إليه أو سمعت منه لأخربت مصر.

وكان ما وقع لمحمد هذا جرّاء ما جرّه لنفسه، فإنه كان في حاله مدّة بمعزل عن الناس، حتى داخَل السلطان، وصار يتردّد له، ويتحشّر فيه، ويُدخل نفسه في كثير من الأمور، ويتكلّم في ولايات وعزل، وعمل مصالح السلطان في كثير من الرشا، حتى كان من السلطان ما كان في حقّه. وصَدَق المثل: "من أعان ظالماً سُلّط عليه". ودام في التوكيل حتى أُطلق في يوم الجمعة، على أنه يحمل ستة آلاف دينار.

ثم لما توجّه إلى داره عاد السلطان إلى العَشَرَة، وصمّم أنه لا يأخذ أقلّ منها، فأخذها بكمالها، ثم رسم له بالخروج إلى حماة، فخرج، ثم تحيّل بأن أظهر بأنه قُتل في طريقه، وأشيع عنه ذلك بالقاهرة، فعاد إليها واختفى بها مدّة حتى مات خُشقدم فظهر (٥). وستأتي ترجمته في سنة وفاته إن شاء اللَّه تعالى.


(١) هنا الخبر بين القوسين كتب في أسفل الصفحة بالحاشية، وضعناه هنا للسياق الزمني.
(٢) خبر إهانة منصور في: نيل الأمل ٦/ ٢٣٧.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) هو ناصر الدين الدمشقي. توفي سنة ٨٨٢ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٨/ ٩٢ رقم ١٩٣.
(٥) كائنة الكمالي في: وجيز الكلام ٢/ ٧٧٢، ٧٧٣، والذيل التام ٢/ ٣١١، ونيل الأمل ٦/ ٢٣٧، ٢٣٨، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>