للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في زمننا هذا من غير أن يترشح لذلك ولا أن يتأهّل له، وعلم أن الناس لا ترضاه ولا تميل إليه، فأبعد عنه كل من (١) له تعلّق بهذا المنصب في باب الحنفي من النقيب وغيره، حتى الرسُل والأعوان، بل ومن له نيابة عن الحنفي في وقْفٍ أو نحوه. وأنشأ صغارًا عِوضًا عن بعض أولئك أقامهم على بابه من جهته حتى لا تنتشر أخباره، ولا تُعرف أحواله، وما ذلك إلّا عن مكر زائد وحِيَل كبيرة، ومع ذلك فقد اطّلع على خساسته وتعاسته، وما هو فيه من النذالة والتهافت على الدنيا بكلّيته، فلا حول ولا قوة إلّا بالله.

ثم صار البدر بعد عزله في أمرٍ مهول وتخوّف عظيم، زيادة على عزله، وآل به الأمر بعد ذلك أن اختفى أيامًا، منها بعض أيام بمنزل الوالد بالصّوّة، حتى تلطّف به عند السلطان وعطف عليه خاطره.

وقصّته في هذه الحادثة فيها طول، وهذا ملخّصها (٢).

[[قضاء الشافعية بحلب]]

وفيه، في هذا اليوم، أعني الخميس هذا، استقرّ في قضاء الشافعية بحلب بدر الدين محمود المَعَرّي عِوضًا عن أبي البقاء بن الشِحنة، وأضيف إليه نظارة الجيش وكتابة السرّ أيضًا (٣).

[[نزول السلطان للرماية]]

وفيه، في يوم الخميس تاسعه، نزل السلطان للرماية أيضًا، وعاد من يومه، وشقّ القاهرة بعد أن دخل في هذه المرة من باب الفَرَج.

[خروج ابن العَيني إلى السرحة]

وفيه، في يوم السبت حادي عشره، خرج الشهابي أحمد بن العَيني إلى السرحة بالوجه البحري أسفل مصر، وكان خروجه بتجمّل زائد إلى الغاية (٤).

(ثورة الجُلبان بطباق القلعة) (٥)

وفيه، في يوم الأربعاء، خامس عشره، ثارت الجُلبان في القلعة بالطباق،


(١) في الأصل: "كلمن".
(٢) خبر أبي السعادات في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٧، ونيل الأمل ٦/ ٢٥٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٥.
(٣) خبر قضاء الشافعية في: نيل الأمل ٦/ ٢٥٥.
(٤) خبر خروج ابن العيني في: نيل الأمل ٦/ ٢٥٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٥.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>