للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رأيت (عثمان ( ............. ) (١) مراراً ذا شهامة ومهابة وحُسن سمْت وسكون ووقار، وغالب رعيّته عنه راضون، وأكثرهم له راعون، قليل الظلم الفاحش بالنسبة لكثير من الملوك، له فضل وبِرّ ومعروف وتديّن وصيام وقيام وسياسة وعدل غالب، ومحبّة في أهل العلم والصلاح، كثير الاعتقاد لأهل الصلاح والخير، مُحِبّ في الفضائل، متجنّب عن الرذايل، ويُعاب بشرهه في المال وببعض بخل وجمع للمال وحبّه، وخفض قوّاد بلاده ورضاه بظلمهم للرعية، وأخْذ ما يُجبى من ذلّك. وله عدّة أولاد ذكور فوق العشرة، وله عدّة أحفاد بأيديهم الممالك والبلاد.

(المسعود ابن (٢) صاحب تونس) (٣)

٢ - ومن أجلّ أولاده كبيرهم محمد المسعود باللَّه (٤) وليّ عهده من بعده.

وُلد على ما يقال في يوم سلطنة أبيه أو بعدها بيسير، ولهذا لقّبه المسعود، وهو من أعيان الملوك ورؤسائهم، مُحبّ لأهل الفضائل، وله فضل وعلم ومعرفة تامّة، وبرّ وخير ومعروف، وصلة وشهامة وصرامة، بيده حلُّ مِلْك أبيه وعقْده، لمحبّة أبيه (٥) إيّاه. وله عدّة أولاد. ومن أولاد [هـ] الملوك الذين بيدهم المدن كقُسطَنْطِينة (٦) وغيرها، واقتنى الأشياء الحسنة من كل شيء من التُحَف والطُرَف، وله مَيْل لنوع الأدب والشعر، وقصده الشعراء ومدحوه.

رأيته وحضرت مجلسه مراراً، وأكرمني وأجازني واحترمني، ورفع محلّي في مجلسه.

وكنت قد نظمت له ذَين البيتين وأنشدتهما بين يديه:

ألا يا آلَ حفصٍ يا ملوكا … ويا دُرَراً بهم نُظِمت ملوك

ألا فُقْتُم ملوك الأرض طُرّاً … فما من بعدكم أحد مليك

فأعجباه إلى الغاية وأثنى. ثم نظمت له شيئاً غير ذلك (٧).

وبالجملة فالمسعود هذا من نُجَباء الملوك، وله كرم وسخاء نفس وجُود


(١) كلمتان طُمستا بالمِداد.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) العنوان على هامش الصفحة.
(٤) مات المسعود باللَّه في سنة ٨٩٣ هـ. انظر: نيل الأمل ٨/ ١١٢ رقم ٣٤٧٦.
(٥) في الأصل: "أباه".
(٦) هكذا في الأصل، وهي "قسنطينة" بطاء واحدة.
(٧) انظر حوادث سنة ٨٦٧ هـ. في الجزء ٢/ ورقة ٥٢ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>