للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس بعد ذلك، وأخذوا عنه في علوم القراءات (١) وقصده الناس لذلك، وأخذ عنه في ذلك جمعٌ من الفضلاء الأعيان.

وكان بيده عدّة تداريس، كتدريس القراءة (٢) بالظاهرية البرقوقية بين القصرين، وكذا المؤيَّديّة، وتصدير بالسابقية، وكان بيده إمامة جامع الحاكم، ودام على ذلك مدّة، ثم أمّ بالزيْنبية، وناب في الحكم عن الولي السقطي، فمن دونه. وكان قبل ذلك يتعانى التكسُّب بالشهادة ويؤدّب الأطفال، وكان له همّة علِيّة في الأخذ عن الناس، ولا يتحاشى عن الاستفادة والأخذ عمّن كان ممّن شُهر بالفضيلة، كما هو دأب طلبة العلم الذين قصدهم بكثير الفوائد وزيادة المراد في الفضائل، بخلاف ما عليه أهل زمننا الآن، ولهذا كثُر الجهل وذاع وفشا وشاع، ولم يبق في ذلك نزاع، وربّما صنّف وألّف. وله نظْم. ونظم "رسالة ابن (٣) المجدي" في الميقات، وقيّد على كثير من كتب الحواشي المفيدة، ووُلّي قراءة الحديث بالقلعة. ولم يزل يواظب على الشغل والاشتغال، مع الدين والخير والعفّة وحسن السمت والسيرة إلى أن عنّ له أن يحجّ في هذه السنة، وعاد فتمرّض في عَوده.

حتى توفي بوادي الصفا بين الحرمين الشريفين في ذي الحجة منها.

٣٨٦ - وترك ولده الشيخ العالم الفاضل البارع الكامل ( … ) (٤) الذي أبو الفضل محمد.

ولد بالقاهرة في سنة ( … ) (٥) وثلاثين وثمانمائة.

وبها نشأ وحفظ القرآن العظيم، وحفّظه والده، وعرضه على جماعة، واشتغل فأخذ عن جماعة أيضًا، منهم والده، وشاركه في بعض أشياخه، وأخذ عن شيخنا العلّامة الكافِيَجي أيضًا، وعن العَضُد السيرامي، وسمع الحديث على جماعة، ورُشّح مرة للقضاء والأكبر، وطلبه السلطان ليراه، ثم لم تتّفق له ولايته، وكان أشيع عنه بأنه يغلّ في الوظيفة المال.

وهو إنسان حسن السمت والملتقى، كثير السكون، ناب في الحكم، وكان عارفًا بالقراءات أيضًا، وترجمته نحوًا من ترجمة أبيه.

(ترجمة التقيّ الشُمُنّي) (٦)

٣٨٧ - أحمد بن محمد بن محمد بن حسن بن علي بن يحيى بن


(١) في الأصل: "القرات".
(٢) في الأصل: "القراة".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) بياض في الأصل.
(٥) بياض في الأصل.
(٦) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>