للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القلعة واجتمع بالسلطان وخلع عليه جبّة بفرو سمَّور، ثم قدّم تقدمة هائلة ومبلغاً جيّداً من النقد (١).

[الوقوف بعَرَفات]

وفيها كان الوقوف في ذي الحجة بعَرَفات في يوم الجمعة، وكان الجمع في ذلك اليوم جمعاً وافراً جدّاً، وأمطرت السماء في ذلك اليوم مطراً غزيراً كثيراً من وقت الزوال إلى وقت غروب الشمس، وتزايد فيه الرعد والبرق، وأشرف بعض الناس على الهلاك. وقيل إنه نزل الصواعق في ذلك اليوم، وهلك بسببها رجلان وامرأة وبعيران، وورد الخبر بذلك في مكاتبة بخط القاضي نور الدين علي ابن (٢) القاضي أمين الدين أبي (٣) اليُمن محمد بن النُوَيري والد الخطيب أبي (٤) الفضل، وكان قاضياً على مكة (٥).

[شهر ذي الحجّة]

[[رؤية الهلال]]

وفيه بعد أن استهلّ ذو (٦) الحجة بإكمال العدد بالخميس، ثبت أنه بالأربعاء بالقاهرة، وشهد بذلك جمع كانوا كتموا الشهادة لأجل ما شُهر وشاع بين الناس أن الخطبتين (٧) في يوم واحد توجبان خوفاً على السلطان فكتم الراؤون (٨) شهادتهم لذلك، وبلغ السلطان ذلك، فحنق على من ينسب إليه ذلك فتذكر له أن الشهابي أحمد بن نَوروز أحد خواصه ونُدمائه، ولم يخبر القاضي بذلك، فأحضره السلطان ثم استخبره عن ذلك، فاعترف بأنه رآه ليلة الأربعاء هو وجماعة، فأمر السلطان بأن يمضي إلى قاضي القضاة الحافظ ابن (٩) حجر ومعه المحتسب الشيخ علي الخراساني فأدّى عنده الشهادة وشاع ذلك، ثم أمر السلطان أن ينادى بالقاهرة من رأى هلال ذي الحجة ليلة الأربعاء فلْيؤدّ شهادته بذلك عند قاضي القضاة الشافعي،


(١) خبر عودة ناظر الجيش في: حوادث الدهور ١/ ١١٢، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٦٧، ونزهة النفوس ٤/ ٣١٠، والتبر المسبوك ١٠١ (١/ ٢٢٣)، ونيل الأمل ٥/ ١٩٧، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٣.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "أبو".
(٤) في الأصل: "أبو".
(٥) خبر الوقوف بعرفات في: وجيز الكلام ٢/ ٥٩٦، والتبر المسبوك ١٠٢ (١/ ٢٢٤)، ونيل الأمل ٥/ ١٩٨، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٧.
(٦) في الأصل: "ذي".
(٧) في الأصل: "الخطبتان".
(٨) في الأصل: "الراون".
(٩) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>