للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[قضاء الشافعية بدمشق]]

وفيه عيّن السلطان الشيخ شمس الدين محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد الوَنَائي الشافعي لقضاء الشافعية بدمشق، عِوَضاً عن السِراج الحمصي. وكان الوَنَا [ئي] قد شرع في إلقاء درس ببعض الكتب، فتوقّف وسأل أن يُمهل إلى أن يختم الكتاب الذي شرع فيه في آخر شهر رمضان، فأجيب إلى ذلك، ثم سأل في أثناء ذلك في إعادة ما خرج من وظائف الشافعي بدمشق إليه إذا وُلّي، فأجيب إلى ذلك، ثم استشعر أن ذلك لا يتمّ له فاستعفى رأساً وبقي الحمصي.

قال الحافظ ابن (١) حجر (٢)، رحمه اللَّه، حين ذكر هذه القضية: وفي العشر الوسط صرّح السلطان بعزل الحمصي، ثم ذكر تعيين الونائي بنحو ما قلناه إلى أن انتهى من ذلك.

أقول: لعلّ مراده بذلك أنه لما بقي بعد ذلك لم يبق بولاية ثانية، فكأنه رحمه اللَّه يشير إلى بُطلان أحكام الحمصي أو فسادها بعد ذلك، وهذا الذي ظهر لي من النكتة في قوله: صرّح، فإن الحافظ ابن (٣) حجر، رحمه اللَّه، كان كثير التنكيت على الحمصي لخصائله السيّئة، وأيضاً فإنه كان ينتمي لبني البُلقيني ويميل إليهم ويقوم معهم: وهذا لا يخفى على من علم أحوالهم بالوقوف عليها نقلاً أو مشاهدة، لا سيما مصاحبته لقاضي القضاة العَلَم البُلقيني، ثم مواطأته هو وإيّاه في بعض الأوقات أن يرشّح نفسه - أعني الحمصي - لقضاء الشافعية بمصر ليكون وسيلة إلى طلب العَلَم القضاء على ما يشير إليه كلام الحافظ رحمه اللَّه في موضع من كتابه "إنباء الغُمر".

على أنني رأيت خط الحمصى في إجازة وهو يفتخر بالحافظ هذا، وعدَّه من مشايخه، ولم يعدّ منهم العَلم البُلقيني.

[[عودة الصفدي إلى دمشق]]

وفيه سافر الشيخ شمس الدين الصفدي إلى محلّ قضائه بدمشق بعد أن حصل له من المشقّة ما ذكرناه فيما تقدّم، ولم يثبت عليه ما نُسِب إليه، وخُلع عليه قبل ذلك في عشرين بالشهر هذا باستمراره على ما بيده من قضاء دمشق. وفي رجوعه عاد منصوراً على أعدائه (٤).


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في إنباء الغمر ٤/ ١٦١.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) خبر عودة الصفدي في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢١٧، ونيل الأمل ٥/ ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>