للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقراء وطمعت العرب بواسطة ذلك، ولعلّ ذلك كان من أعجب النوادر وأغربها (١).

[وقوع بطاقة بوصول قاصد حسن بن قرايُلُك ومعه رأس القان بو سعيد]

وفيه، في يوم الإثنين، سادس عشره، وقعت بطاقة على جناح الحمام، تخبر بأنّ قاصد حسن بن قرايُلُك واصل إلى القاهرة، وعلى يده مكاتبة مرسِلِه، وصحبته رأس القان الأعظم بو سعيد ملك العجم، وأشيع ذلك بالقاهرة، واستبعده الكثير من الناس، لا سيما الأعاجم من أهل تلك الممالك التي بيد بو سعيد، وقالوا: إن بو سعيد المذكور صاحب تخت سمرقند وهَرَاة وما والاهما من الممالك التمرية، وكيف يُتصوّر أن يقطع حسن رأسه، وما المناسبة لذلك، بل عدّوا ذلك من قبيل المحالات للعادة. ثم أشيع الخبر أيضًا بأن بو سعيد المذكور جاء نجدة لحسن علي بن جهان شاه، فوقع له ما وقع، وكان الأمر بخلاف هذه الإشاعة، وسنذكر ما حرّرناه من ذلك في ترجمة بو سعيد هذا، في تراجم هذه السنة إن شاء الله تعالى (٢).

[[عودة السلطان إلى ضواحي القاهرة]]

وفيه، في يوم الأربعاء، ثامن عشره، وصل السلطان من سفره إلى ضواحي القاهرة، ونزل بالمَطَرية، وبها تغدّى، ثم ركب في آخر نهاره قاصدًا الديوانية، فنزل لها بمخيّم نُصب له بها، وبات بمخيّمه ذلك، على قصد دخول القاهرة في صبيحة يوم الخميس، والصعود إلى قلعته، وعاد من سفرته هذه ولم يبتّ بها أمرًا من الأمور، سوى أنه أحضر إليه المفسد الذي يقال له ابن (٣) شعبان (٤) بالبحيرة، فسلخه، وقُتل معه جماعة من أعوانه، وكان قد قبض قبل ذلك عليه بمدينة قنا من مدّة شهور. ولما عاد إلى جهة القاهرة، ونزل على جيبين القصر، قبض على


(١) خبر تعييد السلطان في: إنباء الهصر ٧٣ - ٧٥، ووجيز الكلام ٢/ ٨٠٠، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٦، ٣٧٧، وبدائع الزهور ٣/ ٣٣.
(٢) خبر وقوع البطاقة في: حوادث الدهور ٣/ ٧١٢ - ٧١٤، وإنباء الهصر ٧٩، وحبيب السير، لخواندامير ٤/ ١١٢، ١١٣، والتاريخ الغياثي ٢٣٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٨٥، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥، وأحسن التواريخ، لحسن روملو - بسعي وتصحيح جارلس نارمن (طبعة كلكتّا ١٩٣١) ج ٢/ ٨٨.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) انظر عن (بني شعبان) وهم جماعة في: الضوء اللامع ١١/ ٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>