للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة سبعين وثمانمائة (سنة ٨٧٠) (١)

[[الخليفة والسلطان والقضاة والأمراء]]

استهلّت هذه وجميع من ذكرناه في التي قبلها من الخليفة، والسلطان، وغالب ملوك الإسلام، وأمرائهم، ونوّابهم، وحكامهم، وقضاتهم، وولاة أمورهم، على ما هم عليه في الخالية، في سائر ما قدّمنا ذِكره من الأمصار والأقطار، شرقًا وغربًا.

ما عدا صاحب فاس وسلطانها، فإنه في هذه السنة السيد الشريف الأمير السلطان، أمير المسلمين، أبو عبد اللَّه محمد بن عِمران، بويع بالسلطنة بفاس لقيام السواد الأعظم معه في شهر رمضان، وعُقدت بيعة العامة برمضان أيضًا، بعد قتل صاحبها عبد الحق المَرِيني، على ما عرفت ذلك فيما قد بيّناه من كائنة قتل اليهود، التي لعلّها من أعظم الكائنات وأغربها وأندرها وأعجبها.

وما عدا صاحب غرناطة وملك الأندلس، فإنه استقلّ بها فى الخالية، وهو بها في هذه السنة السلطان، أمير المسلمين، أبو الحسن علي ابن (٢) أمير المسلمين أبي النصر سعد، المعروف بابن الأحمر. وقد أسلفنا كيفية تملّكه الأندلس عن أبيه، وهو موجود إلى يومنا هذا، وبيده ملْك الأندلس الآن، فلنُترجمه على عادتنا في تراجم الأحياء. هو:

٢٨٥ - علي بن سعد بن محمد وبقيّة نسبه قد تقدّم في ترجمة أبيه سعد.

وُلد علي هذا بغَرناطة قُبَيل الأربعين وثمانمائة فيما أخبرتُ به.

وبها نشأ تحت كنف أبيه في عزّ ورياسة، وآل به الأمر أن ثار بأبيه مع قوّاد الأندلس، فأخرجه عن غَرناطة، ومَلَكها في سنة سبعٍ وستين وثمانمائة، وكان المُنبغي أن نترجمه فيها ونستثنيه؟ هناك، وإنّما أخّرنا ذلك لكونه استقلّ بالمُلك بعد


(١) عن الهامش.
(٢) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>