للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رصاص للقبض على جانَم فأخبرا بأن جانَم المذكور لما أحسّ بالمجيء لقبضه بادر بأن خرج من دمشق على حميّة هو وجميع من يلوذ به من حَشَمه وخَدَمه وجماعته، وكان خروجه منها على النُجُب وجرائد الخيل ولم يكترث بأحدٍ من الناس، وكان خروجه منها قُبيل العصر سادس عشرين صفر، وأنه كان بعد أن دخل تَنَم رصاص لدمشق، وأن تَنَم لم يقدر عليه لحيلة من الحِيَل ولا قدر على أن يتوفر له بقتال ولا غيره، وأشيع بدمشق أنه خرج متوجّهًا لبلاد ديار بكر قاصدًا (١) صاحبها حسن الطويل مع قرايُلُك، فحصل عند السلطان باعث من هذا الخبر، لا سيما ولم يدخل جانَم في قبضته.

وكان من خبر جانم هذا أنه لما دخل إلى دمشق على ما شرطه له من الشروط حين قدم القاهرة وأعمرت له دار السعادة ونودي به وما نُهب له، وصار نحو الكثير من ذلك فلا يؤاخذ من وُجد ذلك عنده، وجاد وشاد، وطال مع الناس حتى احتمى أهل دين، فأخذ السلطان في نقض ما تعاهد وإيّاه عليه شيئًا فشيئًا، وظهر له ذلك، لا سيما لما بلغه القبض على طائفة الأشرف، ثم البعث بالقبض على تمراز، فتأهّب هو للفرار وهيّأ أسبابه، فلما أحسّ بشيء من ذلك، بل وعاين مجيء تَنَم خرج من دمشق ولم يتعرّض لأحدٍ من أهلها، بل إنما زوّدوه بالدعاء له، وأسفوا على خروجه من عندهم. ثم كان له بعد ذلك ما سنذكره (٢).

[[المولد النبوي بالقلعة]]

وفيه، في يوم الأربعاء عاشره عمل السلطان المولد النبوي بالقلعة على العادة في ذلك، وكان حافلًا (٣).

[خروج برسباي البجاسي إلى طرابلس لتسلّم نيابتها]

وفيه، في يوم الإثنين حادي عشره خرج بَرْسباي البُجاسي من القاهرة مسافرًا إلى طرابلس محلّ كفالته، وطلّب فاجتاز بالرُمَيلة، وقد عمل الموكب بالقصر، وجلس السلطان بالشبّاك الكبير المُطلّ على الرملة، واجتاز الطُلْب المذكور عليه، فرآه وهو في تجمّل، ثم طلع برسباي فخلع عليه خلعة السفر وسار.


(١) في الأصل: "قاصد".
(٢) خبر عودة أزدمر في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٦، ٢٦٧، ونيل الأمل ٦/ ١٣٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٠.
(٣) خبر المولد النبوي في: نيل الأمل ٦/ ١٣٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>