للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منه الأمر بأن يضرب لديه الخاص، وتُهَيّأ له الأسمطة اليسيرة هناك، وكان معه جميع أمرائه، ودام هناك إلى قريب الزوال، ثم ركب وعاد إلى القلعة بعد أن أكل الأسمطة وما يلائمها من الفواكه والحلاوات وغير ذلك. وكان السبب في نزوله أن الكلام قد كثُر بعد ولاية الأمير إينال الأتابكية، وزاد القال والقيل لكون السلطان قدّم إينال هذا على الأمراء الأكابر الظاهرية أصحاب الوظائف التي تقتضي أن يُنقلوا منها إلى الأتابكية، كأمير سلاح، وأمير مجلس، وأميراخور كبير، وهم من أعيان الظاهرية برقوق بخلاف إينال، فإنه ناصري ولا يدانيهم ولا يقرب منهم لا في الإمرة ولا في القَرْنَصَة (١). وبلغ السلطان ذلك فكان سببًا حاملًا له على النزول ليظهر لهم بأسه، وأنّ لا قدرة لواحد منهم على شيء يفعله معه. وكان قد أشيع أيضًا بأنهم قصدهم الركوب عليه، فسكنت القالة بنزوله ولم يقع شيء مما قيل ولا ما أشيع. وعُدّت هذه الفعلة من أعظم فعلات الظاهر ودهائه (٢). حيث أظهر فيها الاستخفاف بمن أشيع عنه ما أشيع (٣).

[[الخلعة ينظر البيمارستان المنصوري]]

وفيه، في يوم الخميس سابع عشره، خلع على الأتابك إينال ينظر البيمارستان المنصوري على العادة، وخُلع أيضًا على الدوادار قانِباي خلعة الأنظار المتعققة بوظيفة الدوادارية كالمؤيّديّة والأشرفية (٤).

[[شهر رمضان]]

(ولاية المحبّ سبط الأُقصُرائي مشيخة الصرغتمشية) (٥)

وفيها، في يوم السبت حادى عشر شهر رمضان، استقرّ الشيخ محبّ الدين محمّد بن أحمد ابن (٦) أخت الأمين الأُقصرائي وإمام السلطان في مشيخة المدرسة الصرغتمشية عِوَضًا عن ابن التَّفَهْني بعد وفاته، وخُلع عليه بذلك، ونزل إليها وحضرها (٧).


(١) القَرْنَصَة: من القرانصة، وهم المماليك القدامى.
(٢) في الأصل: "دهاه".
(٣) خبر نزول السلطان في: حوادث الدهور ١/ ١٢٢، والتبر المسبوك ١٢٢ (١/ ٢٦٠)، ونيل الأمل ٥/ ٢١٠، ٢١١، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥١.
(٤) خبر الخلعة في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٣٧٠، ونزهة النفوس ٤/ ٣٢٣، والتبر المسبوك ١٢٢ (١/ ٢٦٠)، ونيل الأمل ٥/ ٢١١، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٢.
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) خبر ولاية المحبّ في: حوادث الدهور ١/ ١٢٣، ونزهة النفوس ٤/ ٣٢٤، والتبر المسبوك ١٢٢ (١/ ٢٦٠)، ونيل الأمل ٥/ ٢١٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>